محمد آل الشيخ
حزب الله في لبنان هو الحاكم المتسلط في لبنان، وجميع الزعماء غيره هم جميعًا وبلا استثناء، لا يجرؤون على مناكفته ولا معارضته، بعد أن قبل اللبنانيون برضاهم - وبحسن نية - في مؤتمر الطائف تجريدهم من جميع أسلحتهم، والإبقاء بضغط من سوريا على أسلحة حزب الله، بحجة أنه سلاح المقاومة، وتحول سلاح المقاومة المزعوم هذا إلى سلاح لملالي الفرس في لبنان، يأتمر في كل صغيرة وكبيرة للولي الفقيه في طهران. إيران كانت واعية أن اللبنانيين لا يؤتمنون على ما يأتيهم من دعم إيراني، فاعتمدوا داخل حزب الله ممثلين ماليين لهم، بحيث لا يستطيع اللبنانيون في الحزب صرف دولار واحد في غير محله، وبالشكل الذي يخدم أهدافهم التوسعية والسيطرة على نفوذهم في لبنان، فحتى عميلهم الكبير (حسن نصر الله) يخضع في جميع مصاريفه وقراراته العملية للممثل المالي الإيراني الذي يتبع مباشرة لقاسم سليماني وليس لأي زعيم من زعامات الحزب، وبذلك تمكنت إيران من السيطرة على كل واردة وشاردة، وألغت جميع الزعامات اللبنانية، وأصبحت المتصرف الوحيد والأقوى في صناعة القرار اللبناني في الخارج والداخل.
المملكة والإمارات فيهما مئات الألوف من اللبنانيين، الذين لهم دور كبير من خلال حوالاتهم المالية لإبقاء التسلط الفارسي حيًا، وليس لديَّ أدنى شك أن هذه الحوالات تسهم بصفة محورية وغير مباشرة في مساعدة هذه الدولة المحتلة في مواجهة تزايد قروضها التي هي الآن تربو على تسعين مليار دولار، وغني عن القول إن تورط لبنان أكثر في مزيد من الديون من شأنه أن يورط إيران، ويضطرها -إن أرادت الاستمرار- تعويض ما تخسره لبنان من الحوالات التي تأتيه من المملكة والخليج، لذلك من المفروض ترحيل من يثبت من الجالية اللبنانية في بلدنا والإمارات أنهم يتعاونون مع حزب الله إلى حيث أتوا، لأنها (تنقذ) بذلك اقتصاد لبنان من الإفلاس، وهذا الإجراء يصب في مصلحتنا ومصلحة إخواننا في الإمارات في نهاية المطاف، لأننا بذلك نردع عدونا الأول من التمادي في الإضرار بنا وبمصالحنا.. صدقوني ثم صدقوني أن أخشى ما يخشاه لبنان المهيمن عليه فارسيًا خطوة جادة كهذه الخطوة الحازمة، فسوف يضع اللبنانيين -أولاً- أمام عداوة حزب الله الذي ذقنا منه الأمرين، وفي الوقت نفسه سيدعم الأصوات اللبنانية الوطنية المخلصة التي تطالب الحكومة اللبنانية وعلى رأسها الجنرال عون بالتحرك وتحرير بلده المحتل من براثن التسلط الفارسي، المتمثل في حزب الله. أما السكوت والتغاضي تحت أي ذريعة فإن من شأنه أن (يقوي) حزب الله، ويمكن ملالي الفرس من التحكم في القرار اللبناني في الداخل والخارج.
قرار محاصرة لبنان والدفع به إلى التورط أكثر هو البلسم، ربما يكون هذا البلسم مؤلمًا، لكنه بمنزلة الكي الذي هو آخر الطب. ومثل هذا القرار فرصة ذهبية هذه الأيام، فطهران التي تتحكم في بيروت تقع تحت حصار اقتصادي خانق، ولن تستطيع تعويض مقاطعتنا الاقتصادية له، وإن أرادت؛ بمعنى آخر فإن مقاطعة لبنان، وترحيل اللبنانيين المتعاطفين مع حزب الله والداعمين له إلى حيث أتوا سيصب في مصلحة خنق حزب الله، وتتفاقم ديون لبنان، ويثير قطاعات كبيرة من اللبنانيين على الحزب العميل، ولا سيما أن الزعامات اللبنانية الأخرى في منتهى الضعف، وقدراتهم على مناكفة هذا الحزب الفارسي المحتل أقل من أن تؤثر في مجريات الأمور، فلعلنا ندرس مثل هذا القرار الحازم الصارم لإيقاف الضرر على بلادنا.
إلى اللقاء