خالد بن حمد المالك
لم يعد هناك بعد ما حدث أمس السبت بقيام الحوثيين باستهداف معملين من معامل شركة أرامكو في بقيق وخريص، أي تفكير للتعامل مع الحوثيين إلا بما هو أعنف وأقوى وأشد بأساً مما كان، إذ إن ما يقوم به هؤلاء هو عدوان إيراني بالوكالة، وتكراره يستدعي من التحالف ضرب مخابئ هؤلاء أينما كانوا، حتى وإن كانوا يقيمون بين دروع بشرية مدنية، لأن هذا لا يبرر عدم الوصول إليهم، في مخابئهم حتى ولو ترتب على ذلك وفاة عدد من هؤلاء المدنيين الذين قبلوا أو أرغموا ليكونوا في مرمى نيران التحالف.
* *
الحوثيون لا يعرفون ولا يعترفون إلا بلغة النار، فالحوار معهم يرونه ضعفاً واستسلاماً، والقبول بدعوات التهدئة، والذهاب إلى طاولة الحوار، يرون أنهم غير معنيين بها، فالتعليمات لهم تأتي من طهران والدعم المالي والعسكري من هناك، وما لم يشدد التحالف الضربات وتتواصل لإنهاكهم، فلن يركع هؤلاء، ولن يستسلموا، ولن يفرطوا بإملاءات الفرس لهم في زعزعة الأمن في المنطقة، فالرأس المدبر لكل هذا السلوك الأحمق، وتأجيج هذا الصراع، هي إيران، ووكيلها في اليمن عبدالملك الحوثي.
* *
وصول الطائرات الحوثية من دون طيار المصنعة في إيران إلى مناطق العمق في بلادنا، يستدعي إعادة النظر في إستراتيجية التعامل مع هذا النوع من العدوان، ومواجهته بما يستحق من حزم، والحيلولة دون تنامي وتنوع العدوان الحوثي على بلادنا، ونحن نعرف أن حسم المعركة مع الحوثيين لا يحتاج إلى وقت طويل متى ما أخذ التحالف بسياسة عدم ضبط النفس، وتجريم أفعال الحوثيين، والتوجه نحو تأديبهم بأكثر مما اعتدوا عليه، حتى وإن كان المعتدون يحتمون ويحيطون أنفسهم بمجموعة من المدنيين، فالحروب لا يتم فيها غالباً الفرز بين من يستحق العقاب ومن لا يستحقه طالما قبلوا بأن يكونوا جميعاً في موقع مسرح عمليات الحرب وأهدافها.
* *
إن تباهي الحوثيين بهذه الجريمة، وإعلانهم بأنهم من قام بها، والتهديد بتكرارها، يقتضي من التحالف -من المملكة تحديداً- عدم التسامح مع المجرمين، وشن حرب لا هوادة فيها مع مصدر انطلاق هذه الطائرات، بما لا يجعل أي موقع سعودي مستقبلاً هدفاً للتهديد الحوثي المؤيد والمدعوم من إيران، فما يقوم به وكلاء إيران من ضرب المطارات المدنية، والمواقع الاقتصادية، دون النظر إلى وجود مدنيين فيها، يجعلنا غير معنيين بأي نتائج أو احتجاجات عالمية، تسفر عن ردود الفعل السعودي الغاضبة جراء جرائم الحوثيين كما هي في عدوانهم أمس، وعلى العالم دولاً ومؤسسات ومنظمات دولية أن يتفهم موقف التحالف، وحق المملكة في الدفاع عن النفس، والتعامل مع اليمن على أنه حديقة خلفية للمملكة تريد طهران منها أن تكون مصدر أذى وإزعاج وفوضى في المملكة، وبالتالي لدول المنطقة، امتداداً لأطماعها في الخليج العربي التي لم ولن تتوقف إلا بتقليم أظافر الخونة وكلائها في العراق ولبنان واليمن.