كتب - فرحان الجارالله:
بعد أن تقرر عقد لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم بمشاركة رابطة الدوري السعودي للمحترفين ورشة عمل مع ممثلي أندية دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين الأربعاء القادم 18 سبتمبر، لبحث آلية إقامة دوري رديف للأندية المشاركة في الدوري للموسم الرياضي 2019 - 2020، وبعد سنوات من المطالبات بأهمية إقرار مثل هذا الدوري أصبح من المهم التروي في عملية إطلاق هذا الدوري رسمياً قبل أن يتم عقد عدة ورش عمل وليست ورشة واحدة وعمل دراسات واستفتاءات مقننة، والتواصل مع الخبراء الرياضيين ومعرفة استعداد الأندية المادية والإدارية والفنية لوضع الأسس السليمة والقواعد الواضحة لإنجاح هذا المشروع المهم وعدم الاستعجال عليه، وبالذات هذا الموسم لاعتبارات عدة منها أن إقرار هذا الدوري وإطلاقه هذا الموسم سيكون مفاجئاً ومربكاً للأندية حالياً، بعد أن قامت هذا الموسم بعمليات إعارة وتنسيق أعداد كبيرة من لاعبيها خاصة أولئك الصاعدون من درجة الشباب للفريق الأول بعد إلغاء مسابقة درجة الأولمبي، وبالتالي فإنه لا يمكن تدارك ذلك إلا بدايةً من الموسم القادم على أقل تقدير. «الجزيرة» كانت سباقة منذ أكثر من عشر سنوات لطرح عدة أفكار ومطالبات حول هذا الدوري وكذلك المطالبة بإقرار «الأندية الرديفة» وفق رؤى دقيقة.
فقد تم طرح فكرة «المشروع الكروي الأهم» بالجزيرة (29 / 03 / 2008) وبتاريخ (17 / 01 / 2018)، ومن ذلك أن الفكرة تتمثل في إيجاد (الأندية الرديفة) التي لها استقلاليتها وأنظمتها ولوائحها الخاصة بها لتكون تلك الأندية مكاناً مناسباً لاكتشاف المواهب وصقلها مستفيدة من إعانات الاتحاد السعودي ومن ريع الرعايات والنسب المادية نظير توقيع العقود مع مكاتب تسويق اللاعبين، وكذلك من عوائد بيع عقود اللاعبين البارزين بشكل سنوي، ومن الدعم المادي الذي تجده من الأندية الأساسية التي لها (الأولوية) في الاستفادة من المواهب التي تبرز في الفرق الرديفة.. وليؤدي النادي الرديف دوره في اكتشاف المواهب وتفريخ اللاعبين وصقلهم ومن ثم تسويقهم، وفتح المجال بأعداد أكبر للمواليد للمشاركة مع تلك الأندية الرديفة لاكتشاف البارز منهم والتركيز عليهم بدلاً من فقدانهم وهجرتهم لدوريات خارج السعودية. الشيء الآخر أنه لا يقتصر الأمر على صقل واكتشاف اللاعبين في النادي الرديف بل يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث يتم في أروقة النادي صقل المدربين كذلك ليكتسبوا الخبرات المناسبة من خلال الدورات التدريبية والإشراف على الفريق أيضاً ليفتح لهم هذا مجالاً أوسع لتدريب الفرق الشهيرة. والفكرة عموماً مطبقة في أغلب الدول المتقدمة كروياً وأثبتت الإحصائيات والمخرجات نجاحها وتأثيراتها الإيجابية في عملية التطوير الكروي لمنتخبات وأندية تلك الدول.. وأن المشروع قابل للتطبيق هنا في المملكة في ظل الإمكانيات الكبيرة والمنشآت الرياضية المناسبة خاصة في ظل الدعم اللا محدود الذي يجده قطاع الرياضة والشباب من قبل حكومتنا الرشيدة.
ولتصور الطرق الممكنة لتطبيق (الأندية الرديفة) يمكن أن نأخذ النادي الأهلي مثالاً لذلك.. فإن أراد تطبيق ذلك فيمكنه أن ينشئ نادياً رديفاً له اسمه (الأهلي ب) له إدارته المستقلة وأنظمته الخاصة أو أن يتبنى نادياً في الدرجة الثالثة أو في الدرجة الثانية، على أن يبدأ هذا الفريق الرديف من الصفر بمعنى أن يدخل في (دورة تصنيف) مع بقية الأندية الرديفة الأخرى على أن يتم فتح المجال (للشركات الكبرى) كالاتصالات وسابك وغيرها للمشاركة بفرقها في دورة التصنيف آنفة الذكر من أجل الصعود لدوري (الأندية الريفية).. ويتم تنظيم دوري الأندية الرديفة مستقلاً تتنافس من خلاله الأندية المصنفة على كأس البطولة مع تسمية البطولة بشخصية مهمة لإعطاء هذا الدوري الأهمية الكبرى المطلوبة والزخم الإعلامي المناسب والاهتمام الكبير من قبل الأندية الأساسية.. ويهبط في نهاية الدوري أربعة فرق لدورة التصنيف السنوية على أن يتم تصعيد أربعة فرق بعد تجاوز دورة التصنيف أو حسب ما تقرره اللجنة التي ستضع الدراسات اللازمة لهذا الدوري.. وهنا نذكر أنه في إنجلترا لديهم دوري مستقل للأندية الرديفة.. وأتصور أن التجربة الإنجليزية هي الأنسب لتطبيقها هنا خاصة أن بعض الدول المجاورة الأقل إمكانيات ومواهب تطبق نظام الدوري الرديف. وفي النهاية كما أسلفنا لا بد من التروي ووضع كافة الدراسات والاحتمالات ووضع الاحتمالات والظروف المتوقعة التي من الممكن أن تؤثر سلباً على نجاح هذا المشروع الرياضي الوطني المهم.