عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كشفت البطولة القارية وسير الفريق النصراوي خلالها ضعف إمكانيات الإدارة النصراوية الحالية من جميع الجوانب سواء من جانب الفكر وثقافة القيادة، أومن الناحية المالية وعملية الإحلال وتدعيم صفوف الفريق بما هو أفضل خاصة بعدما أتيحت الفرصة للفرق المشاركة باستبدال وتسجيل لاعبين مختلفين عما هو مسجل رسمياً في المرحلة الأولية، فقد فوتت إدارة النصر فرصة إنجاز قاري يسجله التاريخ باسمها لو كان لديها المقدرة والإمكانات لعمل تغيير بسيط، ولكن مهم جداً وسبق أن اقترحت عليهم من خلال هذه الزاوية الصريحة، وكان عليهم العمل به ليتمكن الفريق من المواصلة، إضافة إلى حل المشكلة المعضلة في الفريق وهي خط الظهر والدفاع المهزوز وفاقد التركيز والتنظيم.
لقد كان على إدارة النادي إبعاد الحارس الاسترالي «النكبة» وإحضار مدافع آسيوي متميز، فالفريق لديه حارس دولي متميز (وليد عبدالله) إضافة إلى أن تأمين خط الدفاع يجعل الحارس ومرماه أكثر أماناً، فدائماً تأمين مرمى الفريق من قوة خط الدفاع والذي يجب أن يكون القائد الأساسي لأي فريق يتطلع إلى أي منجز، وقد يكون الموسم الماضي وتحقيق الإنجاز الاستثنائي للفريق أكبر دليل وأعظم برهان، فلولا الله ثم وجود برونو اوفيني وزميله مايكن لما تحقق الفوز بالبطولة الأغلى، أما الاعتماد على لاعبين بمستوى هوساوي ومادو وعوض خميس فأعتقد أنها مجازفة، بل نحر لكل إنجاز ولا يمكن أن يستمر أي تميز بوجود هذه النوعيات من اللاعبين، والغريب جداً استمرار حارس مهزوز ومنته فنياً وفي نفس الوقت يتم إعارة الحارس العويشير لنادي الشباب، ورغم أن الخروج الآسيوي كان مؤلماً وقد يكون استمراراً للسقوط الآسيوي تحكيمياً له دور في ذلك، ولكن التحكيم وسوءه ليس له علاقة بالمستوى العام للفريق وخاصة خط الظهر المهزوز والمزعج، وعندما أحمّل الإدارة المسؤولية الكاملة للخروج الآسيوي والمستوى العام للفريق واستنزاف النقاط بداية من لقاء الشباب الأخير لأنها لم تقم بدورها في تعزيز خطوط الفريق واستبدال اللاعبين الذين لم يضيفوا ولم يستطيعوا صناعة الفرق خاصة أحمد موسى الذي يعتبر استمراره نقطة سوداء في إدارة النادي عطفاً على الخيبة التي سجلها حضوره الموسم الماضي، ولا زال إضافة إلى استمرار الحارس المحترف الأجنبي الذي أصبح مصدر قلق ودون مستوى ووجوده عالة ومضراً أكثر من فائدته، ولكن في كل الأحوال لا يتحمل اللاعبون استمرار تواجدهم لأن إبعادهم واستبدالهم مسؤولية كاملة تقع على عاتق الإدارة التي حتى الآن لم تقدم أي عمل أو خطوة، وكأنها جاءت كإدارة مكملة ومشرفة على فريق بطل، وقد اعتقدت أن الفريق سيستمر في التميز بنفس العناصر، وهذا الفكر ليس فكراً إدارياً أو رياضياً ولا يمكن أن يكتب له النجاح فتنشيط الخطوط داخل الفريق مطلب وإبعاد العناصر السلبية واستبدالها بلاعبين أكثر إيجابية وإضافة فنية أمر ضروري وحتمي، وهذا ما افتقرت إليه إدارة النصر الحالية التي أجزم بكل ثقة أن كرسي رئاسة نادي النصر أكبر منها وبمراحل، لأن الفكر الأساس والمال مكمل، وهذا ما تفتقر إليه الإدارة الحالية التي أتصور أن بقاءها مسألة وقت ورحيلها حتمي لا محالة.
نقاط للتأمل
- لم يعد كرسي رئاسة أي ناد من أندية المحترفين كما كان سابقاً مقتصراً على الظهور والبرستيج، فعالم الاحتراف الرياضي والفكر الرياضي التنافسي يحتم أن تكون الإدارة مكونة من أعضاء ملمين بالإدارة الرياضية والخبرة الوافية في مجال وعلم الشؤون الرياضية ودهاليز مختلف الألعاب، وقد اتضح جلياً مما يحدث في بعض الأندية من تخبطات وضياع ونشر غسيل وإقالات واستقالات أن كراسي بعض الأندية أكبر بكثير من الأشخاص المتربعين عليها.
- صحيح أن حكم لقاء النصر والسد إياباً كان ضعيف الشخصية والمباراة أكبر من قدراته ولن يكون فريق النصر الأخير كضحية التحكيم الآسيوي ولكن لا يمكن أن نجعله السبب الرئيسي لخروج الفريق ولكن الضعف الكبير في جوانب الفريق الدفاعية حد وقلل من جهود الثلاثي الخطير والمرعب حمد الله ومرابط وجوليانو، ولو كان خط الدفاع مؤمنا لكانت قوة الثلاثي مضاعفة ولا يمكن لفريق السد أو غيره إيقاف خطورتهم أو التصدي لأهدافهم الإبداعية.
- أثبت تداخل جدول دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وجدول دوري أبطال آسيا ضعف قدرات لجنة المسابقات في هيئة دوري المحترفين، وكذلك إدارة الأندية المشاركة آسيوياً، وإلا كيف تستمر الفرق الثلاثة في لعب الدوري المحلي حتى قبل النزال الآسيوي بـ 72 ساعة فقط، في المقابل كيف تم تأجيل مباراة فريق السد ومباراة السيلية في الجولة الثالثة من دوري نجوم قطر، فهل تكون المسؤولية مشتركة بين هيئة دوري المحترفين والأندية؟ أم قلة الخبرة وضعف قدرات إداريي الأندية السبب الحقيقي لما حدث؟
خاتمة
اللهم إني استودعتك وطني وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، وإسلامها وبيت الله الحرام ومسجد خير الأنام، اللهم فاحفظها من الطغاة، وكل من يريد بها سوءا، ومن تعدى عليك وعلى رسولك وأرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم إنا نستودعك رجال وطني ونساءها وشبابها وأطفالها وأموالها يا من لا تضيع عنده الودائع» يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد يا رب. وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.