المدينة المنورة - خاص بـ«الجزيرة»:
أكَّد فضيلة الدكتور عماد بن زهير حافظ الأستاذ بكلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة المدير العام لوقف تعظيم الوحيين، أن الجشع والطمع صفتان ذميمتان من صفات الجاهلية، لما لهما من الضرر البالغ بمصلحة الفرد والمجتمع والأمة، وتؤدي إلى أسوأ المفاسد وأرذل الآثار، فالذي انحرفت فطرته وتغلب على سلوكه الطمع نجده لا يأبه بما حرم الله تعالى من المكاسب، ويبذل في سبيلها دينه وعرضه.
وبيَّن د. عماد حافظ في حديث لـ «الجزيرة» صورًا من البيع والتكسب التي يسعى إليها الطامعون، ولا تهمهم إلا مصالحهم الشخصية، مع ما يترتب عليها من عظيم الضرر، والإفساد على المجتمع والأمة والفرد، منها: بيع الأشياء المحرمة، كبيع المخدرات، والخمور، ولحم الخنزير، والمعازف، والصلبان، وأوراق اليانصيب وغيرها، ومنها بيع الغرر، وهو بيع الأشياء الاحتمالية التي لا تدرى عاقبتها، هل تحصل أم لا؟ وذلك كبيع السمك في الماء، والطير في الهواء، وغيرهما مما لا يتحقق وجوده ولا قدرة للبائع على تسليمه، ومنها أيضاً البيع على أساس الغبن والتلاعب بالأسعار، وكذلك البيع على أساس الاحتكار كأن يخفي التاجر ما يحتاج إليه الناس حاجة ضرورية، ليتحكم في السعر في الوقت المناسب كالمواد التموينية بشكل عام، وما يلحق بهذا البيع بيع الحاضر للبادي، ومنها كذلك البيع عن طريق الغش، فيظهر صاحب الطمع الشيء الذي يريد بيعه على خلاف حقيقته، دون علم المشتري، ويدخل فيه التطفيف في الكيل والميزان، كما أن من صور الطمع البيع أو الشراء عن طريق السرقة والاغتصاب، والتكسب، كذلك عن طريق الربا والميسر.
وكل هذه التعاملات هي صور من صور الطمع التي حرّمها الإسلام أيّما تحريم لما لها من الآثار السيئة المفسدة لضمائر الناس وأخلاقهم، وإدخال الضرر على مجتمعاتهم وأمتهم.
وشدد الدكتور عماد حافظ بأهل الإسلام أن يحذروا من هذه الصور، وأن يكونوا يداً واحدة على الذين يحاربون الله ورسوله، بطمعهم وجشعهم وبعدهم عن المعاملات الشرعية السمحة التي تهب المجتمع أمناً وسلامة في الفكر والسلوك، والله الموفق لما يحب ويرضى.