منذ فجر التاريخ وهذه البلاد الطاهرة هي مهوى الأفئدة وقبلة الأرواح وبؤرة الحب. شع ضياؤها وأشرق بهاؤها واجتمعت حولها النفوس، تتبادل الإخاء وتنعم بالصفاء، في روابط إنسانية، ومشاعر أخلاقية.
وحين أصاب الوهن جسدها واعتراها الفتور قيّض الله لها القائد الملهم والزعيم المظفر الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل -طيب الله ثراه-. فلمّ الشتات وأدنى تباعد المسافات ورمى سهم الاجتماع في كل الاتجاهات حتى استقامت بالشريعة أمّةٌ عقدت مع التاريخ عهد وفاق. كتب لها في صفحات الخلود ناصع المجد بمداد النور.
الوطن يجمعنا.. بمختلف أطيافنا واختلاف أوصافنا.
الوطن يجمعنا.. في غاياتنا وأمنياتنا، في أهدافنا وتطلعاتنا.
الوطن يجمعنا.. بقلبه الكبير، في وحدة المصير.
الوطن يجمعنا.. نتفيأ ظلال الحب وننهل من معين الود، في ألفة وتآلف، بلا اختلاف ولا تخالف.
ضم بحره شواطئه واحتضنت سهوله جباله ونحن في حنايا روحه ننعم بالأمن والدفء والسعة والدعة، وقد سكن أرواحنا عزاً وملأ قلوبنا شموخاً.
الوطن هو إكسير الحياة وسر الوجود وأسمى معاني الود.
نلتقي في حدوده ونجتمع حول أراضيه.
أجل أيها الإخوة تحل علينا الذكرى الـ89 تحت شعار (همة حتى القمة): ونحن نعيش في عهد زاهر وسط مشاعر من الحب والألفة وإن أنبل المشاعر وأصدق الأحاسيس تنبعث من الوطنية الحقة في أبهى الحلل وأكمل الصور.
وحين يكون الحديث عن الوطن فإن ملاحم المجد تشكّل ملامح الاجتماع في صورة إطارها الفخر وعنوانها الوحدة، تترجمها عبارة: الوطن يجمعنا.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.
وأدام عز الوطن في رخاء واستقرار ونماء وازدهار.
** **
مبارك بن عطا الله المورقي - محافظ المهد العلا