في كل عام تحل علينا مناسبة عزيزة وغالية على قلوبنا وهي اليوم الوطني، وتجيء هذه المناسبة المباركة في عامها التاسع والثمانين وبلادنا -ولله الحمد- ترفل في ثوب العز والنماء، وفي كل يوم تطالعنا إنجازات هذا الوطن في مختلف الميادين وشتى الأصعدة، وهذه الإنجازات المباركة ما هي إلا ثمرة من ثمار مؤسس هذا الوطن الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- الذي وحد أرجاء المملكة لتكون على قلب واحد ترفع راية التوحيد وتُعلي شأن هذا الدين، وفي العام التاسع عشر وثلاثمئة وألف من الهجرة النبوية الشريفة عقد العزم الملك المجاهد الهُمام على استرداد مُلك آبائه وأجداده وكان له ذلك بعد توفيق الله ونصره وتأييده، فأجرى الله على يده التمكين، وأصبح أبناء هذه البلدان المتفرقة والمتناحرة موحدين براية التوحيد تجمعهم كلمة الله، فيالها من سيرة عطرة، ومسيرة مباركة، يحق لنا أن نفخر بها جيلاً بعد جيل وأن نجعلها نبراسًا لأبنائنا، فبعد توحيد هذا الوطن أنعم علينا بنعم كثيرة في مقدمتها نعمة الأمن والأمان، فالمواطن يسير من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها آمنًا مطمئنًا، فالطرق معبدة، والخدمات على هذه الطرق ميسرة، وهي نعمة لا يعرفها إلا من نظر إلى من حوله وتمعن في أحوال بعض الدول المجاورة التي فُقد فيها الأمن، ومنعت فيها الأرزاق، وشاع فيها السلب والنهب. فنحن نحمد الله على هذه النعم ونسأله سبحانه وتعالى أن يديمها، ويحفظها من الزوال.
لقد وصلت المملكة بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة والمسددة إلى منازل عالية من التطور والتقدم الذي شمل مختلف المجالات وشتى الأصعدة، فها هي مملكة العزم والحزم تقف بقوة لتدافع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولتكون خير نصير للمظلوم في شتى أصقاع المعمورة، ومن أَجلِّ ما تَشَّرف به قادة هذه البلاد هو خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، فالحجاج والمعتمرون يؤدون مناسكهم آمنين مطمئنين، وهذا بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -وفقهما الله. أسأل سبحانه وتعالى أن يحفظ ملكنا المفدى وولي عهده الأمين، وأن يديم على هذا الوطن أمنه واستقراره إنه سميع مجيب.
** **
- الأمين العام لمجلس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية