أحمد المغلوث
كل يوم يثبت قادة الوطن حكمتهم وحصافتهم وتميُّزهم.. على الرغم من جسامة العدوان الإيراني الغاشم الذي ما زال العالم يشجبه ويندد به، ويدين الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت معامل بقيق وخريص حتى كتابة هذه السطور. هذا ما عبّر عنه العالم فكيف هو رأي كبار رجال الوطن من مسؤولين وحتى مواطنين؟.. جميعهم بلا استثناء عبّروا عن إدانتهم وشجبهم لهذا العدوان الطائش والمستفز والمثير لحفيظة كل مواطن ومقيم.
وها هو الوطن يرفع يده شامخة وهو يشير إلى النظام الإيراني.. يرفعها بكل ثقة واقتدار وهو يردد ياللعار من تصرفات هذا الجار.. الجار السوء منذ تسلم الملالي الحكم، وتفرده بمقدرات شعبه، وانحيازه لفئة دون أخرى بعيدًا عن تعاليم الإسلام.. فبات من ينتسب إلى النظام يملك المال.. أما البقية فكان الله في عونهم؛ لقد اضطرت مئات الآلاف إن لم يكن الملايين إلى الهجرة للخارج، بل هناك مَن دفع أموالاً طائلة للحصول على جواز سفر، ومن ثم (خرج ولم يعد) هربًا من ظلم النظام.. فالحياة تحت ظلال هذا النظام حياة مستباحة لرجال النظام وأعوانه، بل تكاد سجون النظام تختنق من فرط تكدس السجناء والسجينات فيها.. وحرمانهم من حقوقهم الإنسانية. في الوقت الذي يتمتع فيه رجال النظام وأعوانه بكل وسائل الراحة والرفاهية، وكأنها بستان خاص بهم، وبأسرهم ومَن والاهم. ومؤخرًا تناقلت وكالات الأنباء العالمية من خلال تقرير أمريكي موثق معلومات حول ثروة المرشد الأعلى للنظام «خامنئي» الذي بلغت ثروته 200 مليار دولار، في الوقت الذي يضج ويصرخ فيه الشارع الإيراني من الجوع والاستغلال.. بل لم يتردد الرئيس السابق أحمدي نجاد في أن يقولها صراحة بأن المرشد نهب أموال الإيرانيين، بل هناك بعض رجال النظام استولوا على بيوت وأملاك مَن وقف أمامهم، وحاول أن يعبّر عن معاناة المواطنين الذين باتوا لا حول لهم ولا قوة.. ومع هذا نجد أن المرشد يحاول أن يُظهر نفسه أمام العالم بأنه رجل الدين الرقيق والعاطفي سريع البكاء.. ويعيش حياة البسطاء.. والعكس هنا أكثر من صحيح. ولو رجعنا للتاريخ لوجدنا أن إيران في الماضي غيرها اليوم؛ لقد كان لها دور فاعل في نشر جوانب متعددة في العلوم والحضارة، أما في عهد هذا النظام فبات دورها تخريبيًّا إرهابيًّا عدوانيًّا، بل أكدت للعالم أنها (الشيطان الأكبر)؛ فلقد زجت بملايين من جنود شعبها المغلوب على أمره في حرب استفزازية واستنزافية مع العراق في الثمانينيات الميلادية، والنتيجة العار: لم ينجح أحد؟!.. وفي معارك الفاو كانت جثث الإيرانيين لا تعد ولا تحصى.. وفي هذه الأيام، وحسبما نقلته وسائل التواصل الاجتماعي للعالم، نجد صور المواطنين الإيرانيين من الفئات المنسية أو من الأقليات التي تخالف مذهب النظام وهم يعانون البطالة وظروف الحياة والمعيشة الصعبة؛ وبالتالي تزدحم بهم شوارع المدن بحثًا عن عمل.. أو أمل في النجاة من حياة البؤس والحرمان..بل نسبة كبيرة منهم يبحثون عن وطن وملاذ آمن يعيشون فيه في أمن واستقرار بعيدًا عن تصرفات رجال «الباسيج» الوحشية.. ولن أزيد..؟!