م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الكتابة للكاتب هي تعبير عن حياة ثانية.. وهي للقارئ اطلاع على حياة ثانية.. مما يجعل الكتابة بمثابة حياة ثانية.. فكيف ستكون الحياة لولا الكتابة؟
2. عَرَّف العرب الكتابة بأنها بهجة الضمير، وسفير العقول، ووحي الفكر، وسلاح المعرفة، وأنس الإخوان عند الفرقة، أو محادثتهم على بعد المسافة، ومستودع السر، وديوان الأمور.
3. الكتابة لعب بالكلمات.. وقفز على الورق.. واتصال بالعالم.. ودفاع عن النفس.. وتقديم للذات.. وتنفيس للمشاعر.. وإطلاق للمكبوت.. وتصوير للأحاسيس.. وتدوين للذكريات.
4. الكتابة خيال ذو اتصال بالواقع.. وتفكير مقيد بالتدوين.. وتعويض معنوي عمَّا نفتقده في حياتنا.. وإطلاق للآمال والأحلام.. وترويح عن النفس.
5. الكتابة في كل حالاتها تأكيد للذات.. وإحساس بالحرية.. وتعبير عن الفرح.. وبث للشكوى.. ورقص مع العبارات.. ومقاومة للخوف.. واستشراف للمستقبل.. الكتابة هي إحساس فوق العادة ولحظة تَجَلٍّ وخيال وأحلام.
6. الكتابة تنقلك من حالة إلى حالة.. فهي تزاوج بين الخيال والواقع.. هي لحظات وحي وإبداع.. وإحساس بالحرية.. واختراق المجهول.. هي أيضاً حالة انفعالية تصيب بالتعب لكنها تقود إلى الارتياح.. وتبدأ بالتوتر لكنها تنتهي بالاسترخاء.
7. الكتابة مُطارَدَة لفكرة مع مثابرة وإصرار على المطاردة حتى تكتمل.. وحينما يتم القبض عليها لا يكتفي الكاتب بتوثيقها، بل يبدأ بالتحقيق معها وتحسينها وتشذيبها وتطويرها!
8. الكتابة رحلة والقارئ رحّالة بشكله الخاص.. فهو يرى في المكتوب ما يراه الرحّالة.. فالذي يبحث عن المغامرات سوف يجدها في مكان سياحته.. والذي يبحث عن الأنس سوف يراه.. والذي يبحث عن دور العبادة سوف يستأنس بها.. ومن يبحث عن السياسة وأوجاع الحياة الأخرى سوف يعايشها.. كلٌّ سوف يجد ضالته وما يبحث عنه في الكتابة.
9. بدون الكتابة يصمت الزمان.. ويتوقف التاريخ.. وتمتنع العدالة.. وتنحصر العلوم.. وتنقطع الرسائل.. وتدخل كل الأحداث والأشخاص والأشياء في الظلام.. لولا الكتابة كنا لا نزال نعيش مؤمنين بالخرافات والسحر.. ونتطبب بالكي والشعوذة.