إنه مناسبة تتجدد في كل عام منذ إعلان وحدة البلاد، وتسميتها المملكة العربية السعودية سنة 1351هـ - 1932م. وإن كنا اليوم نستقبلها في نسختها الـ(89) فإننا ننتشي افتخارًا وعزة وولاء صادقًا لقادتنا ولوطننا؛ ذلك أن بلادنا تضرب بأساس تكوينها في عمق التاريخ منذ (283) عامًا مضت حينما تعاضد السياسي مع الديني، وتعاهدا على قيام الدولة العربية الإسلامية في سنة 1157هـ - 1745م على يد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب - عليهما رحمة الله -. وإن هذا المجد التليد يلهمنا نحن السعوديين في كل حين بجملة من مبادئ وقيم المواطنة الصالحة والولاء الصادق لعقيدتنا وقيادتنا وأرضنا؛ فيكون اليوم الوطني مناسبة حَولية، نتذاكر فيها هذه المبادئ والقيم، ونتواصى بها، ونعززها، ونحميها.
نتواصى بالعقيدة الإسلامية السمحة التي تأسست عليها هذه البلاد من غير غلو ولا تفريط، نتعلمها ونعلِّمها، وننشرها وندافع عنها، ولا نقبل فيها ولا حولها مزايدة، أو انتقاصًا؛ فهي مناط بقائنا وعزتنا.
ونحرص على اللحمة الوطنية واجتماع الكلمة ووحدة الصف خلف قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين؛ فما هُزمت أمة من الأمم عبر التاريخ ما لم تكن وحدتها الوطنية متصدعة متفككة.
ونسعى في طلب العلم والمعرفة؛ فبالعلم تكسر أغلال الجهل والتخلف، وتُشفى جميع أمراض المجتمعات. وقد أدرك مؤسس الدولة السعودية المعاصرة جلالة الملك عبدالعزيز هذا المبدأ مبكرًا؛ فأصدر أول نظام للتعليم سنة 1344هـ قبل أن يصدر النظام الأساسي للحكم.
ونمتهن أعمالنا بكل إخلاص وإتقان.. وما التطور الذي تشهده بلادنا في مختلف المجالات إلا نتيجة لعمل أبنائها بما وفّرته الدولة لهم من تعليم داخل المملكة وخارجها في مئات التخصصات العلمية في كل فروع المعرفة.
ولسان حال كل السعوديين اليوم يلهج بخالص التهاني والتبريكات لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وللأسرة المالكة الكريمة وللشعب السعودي الكريم بمناسبة اليوم الوطني الـ(89) مجددين البيعة والولاء، وسائلين المولى - عز وجل - أن يحفظ بلادنا من كل شر، وأن يؤيد قيادتنا بنصره وتوفيقه، وأن يلهم الشعب السعودي النبيل ذكر نِعَم الأمن والاستقرار والرخاء، وشكرها، والمحافظة عليها.
** **
د. محمد بن عبدالله بن محمد آل عمرو - الأمين العام لمجلس الشورى (سابقًا)