سمر المقرن
للزمان دائماً موسم فيضان يعم بالخير والرخاء على الشعوب وهذا ما نعيشه حالياً في وطننا فيما يتعلّق بالمستقبل القريب والبعيد معاً، لذا أنشئت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بأمر ملكي لنعبر إلى المستقبل. وتترجم كلمات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مجموعة العشرين باوساكا باليابان عن الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع بإنشاء الهيئة، التي تعد واحداً من أهداف رؤية 2030 للارتقاء بالمملكة إلى مصاف الاقتصادات القائمة على هذه التكنولوجيا والتي من خلالها ستضيف إلى اقتصاديات بلادنا 215 مليار دولار عام 2035 استنادًا إلى شركة اكسنتشر المدرجة ببورصة نيويورك وخصوصاً في قطاعات الصناعة والخدمات العامة والاحترافية في السعودية. وحالياً تعمل المملكة على تأسيس كل مشاريعها المستقبلية ومدنها على أساسه مثل مشروع نيوم الذي يعتمد بالكامل على تقنية الذكاء الاصطناعي ليصبح مدينة ذكية في البنية التحتية ووسائل المواصلات والاتصالات وإتمام المعاملات عن طريق المترجم الآلي.
ومفهوم الذكاء الاصطناعي هو التطور التكنولوجي الأهم في تاريخ البشرية على الإطلاق وربما يتصوّر -بعضهم- أنه مثلما يحدث في أفلام الخيال العلمي، حيث ستتمكَّن الآلات من السيطرة والتحكّم في البشر أو أنها ستحل بدلاً عن الإنسان في كثير من الوظائف، وهذا غير صحيح فعند اختراع الروبوت قديماً لم يحل بدلاً من البشر وتم إيجاد وظائف جديدة عمل بها الإنسان. فالذكاء الاصطناعي ليس عدونا، بل شمسنا الجديدة، وهو تقنية تم التعرّف عليها عام 1955 ووضع مصطلحه العالم الأمريكي جون مكارثي بأنه علم وهندسة صنع آلات ذكية، وهو يمنح الآلات القدرة على التعلّم بالتجربة لتنفذ المهام المطلوبة منها حتى لو لم تنفذها قبلاً، فيمكن للروبوت مثلاً تعلّم قيادة السيارات أو لعب الشطرنج دون مساعدة الإنسان، وهكذا في مجالات عديدة أخرى عن طريق استخدام تكنولوجيا حديثة جداً أدت إلى تطوره، وهي تتيح للآلة تنفيذ مهام مختلفة تماماً لم تمارسها من قبل، وتجعل الآلة تقلّد البشر وتستنتج أشياء جديدة بنفسها تماماً كما يتعلَّم الطفل بنفسه أن لمس النار سيضره فيبتعد عنها فوراً. وتطبيقات الذكاء الاصطناعي أصبحت واقعاً نعيشه ولا نستغني عنه خلال هواتفنا الذكية في أكثر من موضع، ولعل أقرب مثال استعمال خرائط جوجل للتنبؤ بأماكن الازدحام للابتعاد عنها وغيره من الاستخدامات.
مرحبا بالهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي لنعبر مع المملكة عدة سنوات ضوئية إلى المستقبل السعيد بإذن الله.