د.ثريا العريض
أتوقع أن تسأل المحاورة الأمريكية ولي العهد في الحوار الذي سيذاع الليلة من قناة سي بي إس في برنامج «ستون دقيقة» عما تحمله جعبة رؤيته بخصوص أوضاع المواطنة السعودية. خاصة وقد قطع بثقة وعزم وهمة شوطاً واضحاً في تمكينها وتغيير سياق دورها في المجتمع.
أنا شخصياً متفائلة بالمزيد في هذا التوجه البناء ليس فقط للأوضاع الاقتصادية بل أيضاً لاستقرار الوطن أمنياً ومجتمعياً.. ولن يكون الاعتياد على المتغيرات سهلاً فهو يحمل الكثير من التحديات الفكرية التي بنت عليها الفئات رؤاها ومتقبلاتها حد اعتبارها من الثوابت فأوصلتها إلى التحجر في دور المفعول به والمضاف إليه. والحمد لله على نفض الغبار.
بين نساء العالم, السعودية بالذات تستقطب كثيراً من اهتمام المراقبين والباحثين في شؤون المرأة. وتتفاوت المبالغة في تصنيف وتقييم موقعها بين الشقاء والسعادة, من اعتبارها حظيظة لكونها أخيراً محط اهتمام القيادة والمجتمع ليس في دور «الجوهرة المكنونة», بل دور المواطنة المستحقة لكل حقوقها، والمطالَبة بالمساهمة في تحقيق الرؤية الرسمية وبناء الوطن.
التركيز هنا واضح.. والتقييم للمستجدات يتفاوت. في الغالب لا يأتي هذا الاهتمام بما تستحقه حباً فيها لما تطلبه بل في سياق النصح بدور «أفضل لها» يرونه المرغوب فيه بمعنى استغلاله لمصلحة أو أيديولوجية جماعة ما.
وهذا الاختزال للمرأة من كيان كامل الأهلية لها حقوق إلى مجرد وسيلة لخدمة رغبات الآخر موجود عند متناولي القضية من الداخل أو من الخارج.
* * *
كيف ترى المرأة السعودية نفسها وإنجازاتها؟
أين هو موقعها اليوم بالضبط؟
ومقارنة بمن؟
لا تتفق كل المواطنات السعوديات في رؤيتهن.
صحيح, في الأوضاع الرسمية الجديدة غاب التناقض الحاد بين النبرة الصاخبة للناشطات بالمنظمات العالمية والمنابر الإعلامية الغربية مطالبة بحقوق «المرأة المضطهدة», وبين احتفال الداعيات المستمرئات لمنجزهن في الأوضاع السائدة. وكلا الطرفين كان يستمد وقود بقائه ناشطاً على المبالغة في تصوير حال المرأة السعودية سوءًا أو خيراً.
هنا أكرر ما رأيته شخصياً ووضحته لعقود: «إن مفتاح اتضاح الرؤية لموقع المرأة يأتي في معقولية اختيار المدى الزمني الذي نقارن وضعها في أوله بوضعها في آخره, فكلما اختير هذا المدى بصورة متحيزة وغير حيادية كلما جاء التصنيف الناتج غير علمي وغير واقعي».
ولنا في صفاء الرؤية وثقة صاحبها آمال ستتحقق بأسرع من التوقعات.. وعلينا تحقيق الثقة والتطلعات.