د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث الذي أجرته محطة CBS الأمريكية مع سمو ولي العهد -يحفظه الله- لبلادنا التي تواجه الهلال الشيعي الأصغر: من الجنوب اليمن (الحوثي) وأعوانه، من الشرق إيران وقطر والخليج العربي الذي تحول إلى بحر تحاول إيران أن تسيطر عليه، ومن الشمال الشرقي العراق (الحشد الشعبي) والقوى الإيرانية التي تُمارس الضغط السياسي على العراق، ومن الشمال الغربي وإن لم تكن حدودية لكنها قريبة من الحدود سورية التي تجمع معظم مقاتلي الشيعة. إذن الهلال الشيعي يطوق المملكة مع جميع الجهات باستثناء الغرب الذي يشهد محاولات وبعض التواصل مع إيران لإكمال الطوق.
يتحدث ولي العهد وعينه على أمن بلادنا وعلى طوق الهلال الشيعي الذي انبثق من الهلال الشيعي الكبير الذي يمتد من اليمن جنوباً وحتى لبنان في الشمال الغربي، وحوار القناة يركز على حادثة خاشقجي، وحقوق المرأة، هجمات بقيق، حرب اليمن، وارتفاع أسعار النفط، والتنمية في السعودية، وهذه ملفات يعمل عليها الأمير محمد بن سلمان والحكومة السعودية، والشعب السعودي، وهي بالطريق إلى الحلول، إلا الملف الإيراني الذي أشار له سمو ولي العهد أن حلوله لدى إيران بتوقفها عن تزويد الحوثي بالسلاح يتوقف الحرب باليمن.
الرأي العام الغربي والذي تمثل بعض شرائحه قناة CBS كان ينظر إلى السعودية كدولة ضد التطوير والاندماج مع العالم، وأن المملكة هي خزان التطرّف بالمنطقة، وتعتبر المملكة متورطة ببعض قضايا الإرهاب، لكن السياسات التي قادها الملك سلمان بعد عام 2015 وتحركات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في اللقاءات المباشرة مع قادة العالم، والاتصالات السياسية، والمقابلات التلفزيونية، والردود وتصحيح المعلومات عبر القنوات الإعلامية، وحجم مشروعات التنمية، وتحديث أنظمة الدولة، استطاعت أن تبني صورة ذهنية إيجابية لدى الرأي العالمي والرأي العام بالمنطقة، وتجيب عن الأسئلة وتوضح الغامض.
يلاحظ أن ردود سمو ولي العهد على القناة الأمريكية تعامل مع مهارة وذكاء السؤال الذي يتعمل مع المملكة بصيغة الاتهام، فكانت الردود بأفق أوسع من الحوار ليقدم المملكة الدولة التي تحافظ على مصالح الدول وأمن المنطقة، وتكشف سلوكيات إيران التخريبية التي اكتشف العالم أفعالها -مؤخراً-.