خالد بن حمد المالك
ظلت الأخبار عن أرامكو السعودية على مدى عقود شحيحة ونادرة، معتمدة الشركة العملاقة على سياسة عدم الإفصاح، فيما هي تقدم إنجازات عظيمة على مستوى الأداء الإداري والتدريب وتأهيل القيادات والفنيين، لكنها كانت مخفية، أو محجوبة عن علم الناس بكل تفاصيلها، على الرغم من أنه ينظر إلى الشركة على أنها قوة عالمية عظمى في قطاع التنقيب والإنتاج، وأنها تملك قدرات ابتكارية وتقنيات عالمية المستوى، وقاعدة ثابتة ومتجددة من الموارد البشرية المتفانية وذات التدريب المتخصص، لكنها - على ما يبدو - سوف يكون لها من الآن سياسة جديدة في التعامل مع الإعلام، وفي وضع الجميع أمام كل معطياتها.
* *
الشركة - بالمناسبة - تركِّز في نظرتها الاستثمارية على المدى الطويل باتخاذ خطوات فعَّالة لإنشاء أعمال متكاملة في آسيا وحول العالم، تغطي بها إمدادات النفط والتكرير والبتروكيمائيات والإمدادات الكيميائية المتخصصة وزيوت التشحيم وزيوت الأساس والمبيعات، باعتبار أن الاستثمار في قطاع الكيميائيات هو إحدى وسائل تعزيز وتكملة أعمال الشركة في قطاعي التكرير والتسويق، وفق المعلومات التي زُوِّدنا بها من قبل الشركة، وبالتالي فإن أرامكو السعودية بهذا التوجه سيكون بمقدورها تحقيق زيادة كبيرة في قيمة كل طن من إنتاجها عبر الاستثمار في قطاع الكيميائيات، إضافة إلى العمل على زيادة طاقتها الكيميائية العالمية عبر تقنيات التحويل المباشر للنفط الخام إلى كيميائيات، وبهذه التقنيات حققت أرامكو السعودية مجموعة من براءات الاختراع.
* *
أهداف أرامكو الإستراتيجية لا تقف عند هذا، فقد اعتبرت منطقة آسيا مركزية في تحقيق إستراتيجيتها لتوسيع طاقتها التكريرية العالمية، لهذا كانت وجهتها الاستثمارية نحو العديد من الدول الآسيوية، كالهند وماليزيا والصين وكوريا وإندونيسيا، بمعنى أن أرامكو السعودية مستمرة في زيادة الاستثمار في المصافي، وخاصة في مناطق نمو الطلب العالمي من أجل زيادة طاقة التكرير الحالية، وهذه تمنح الشركة - كما يقول مسؤولوها - منافذ مضمونة لتصدير النفط الخام السعودي، والحفاظ على حصتها السوقية، كما توضحه لنا المعلومات التي زوَّدتنا بها الشركة في أعقاب نهاية جولة الفريق الإعلامي على المنشآت، واللقاء بالقيادات في أحاديث موسعة.
* *
يهمني أيضاً أن أقتطع بعض المعلومات مما تم تزويدنا بها لأشير إلى أن الشركة وخلال هذا العام أنجزت صفقة أرلانكسيو، وهي شركة رائدة عالمياً في مجال المطاط الصناعي الذي يستخدم في صناعة الإطارات ومقرها هولندا، كما أن الشركة تعمل حالياً على إقفال صفقة سابك التي تعد الأضخم في هذا المجال خلال هذا العام، وبالإضافة إلى ذلك، فإن أرامكو السعودية تتجه نحو الاستفادة من ثروة النفط الخام في تنمية قطاع عالمي جديد وواعد هو قطاع المواد اللا معدنية، ومعلوم أن معظم الأنابيب التي تستخدم في الصناعات حول العالم هي من الفولاذ، ولدى أرامكو فرصة لإنتاج كثير من خطوط الأنابيب حول العالم والمواد اللا معدنية، خاصة أن هذا النوع من الأنابيب يستخدم أيضاً في صناعة السيارات والمباني وغيرها.
...(يتبع)