د. صالح بن سعد اللحيدان
1 - تحسَّر (بتشديد السين): التحسُّر هو شدة الندم.
2 -يتحسر يندم.
3 -تتحسر تندم.
4 - وحِسر وحَسر بكسر السين وفتحها لغتان أي كشف وأبان.
5 - وحسر أماط اللثام عن وجهه.
6 -ويتحسر يندم لكن بشدة.
7 -وحاسر (بالألف بعد الحاء) سمعت من بعضهم بمعنى قصير قزم، ومثل ذلك (حاسرة)، لكن المعنى الأصلي كاشف وكاشفة.
8 -ويحسر وتحسر يميط وتميط.
9 -وحسرة بالتاء المربوطة ندامة شديدة مستمرة.
10 -واحسر (بضم السين) اخلع على سبيل فعل الأمر.
11 -أتحسر هل تبين وتوضح.
12 -وأتحسر أتألم وأضيق ذرعاً.
قلت وأصل هذه الكلمة هي (التاء والحاء والسين والراء)، ثم تتصرف حسب المقتضى.
والحسرة والتحسر إنما يكون ذلك من بالغ ألم القلب وشدة الوقع عليه من جراء كلمة قالها الإنسان، أو عمل قام به.
والسبب في حصول الحسرة - وهذا أمر شديد وقاسٍ - أن الحسرة تنتقل من القلب إلى العقل، وهذا يدوم. إلا أن الحسرة يختلف وقعها، وذلك بحسب الخطيئة التي واقعها المرء خلال حياته.
من أجل ذلك أذكر بعض آثار الحسرة على الإنسان، ولكنها آثار عامة، يشترك فيها كل من يحس بها ما لم يكن الإنسان مغالطًا، أو هو قاصر العقل، أو هو يبرر تبريرًا من باب حيل النفس اللاشعوري.
والتبرير هنا مشكلة نعاني منها كثيرًا عند من يريد الاستشارة القضائية أو النفسية؛ لأن كثيرًا ممن يزورني قد يقطع الطريق على نفسه إذا لم يصدق من باب الدفاع اللاشعوري أو الدفاع العفوي.
من آثار الحسرة ما يأتي:
-1كثرة التفكير المقلق.
-2سرعة بعض الأمراض.
-3قوة تأنيب الضمير.
-4مشاكل متعددة في الحياة.
-5الخوف من الموت.
-6تسلية النفس بين حين وحين.
-7محاولة كثرة الدعاء (وهذا من حيل النفس).
-8تناسي أصل الحسرة.
-9الميل إلى الطموح والبر والصلة تسلية للنفس.
10 - الاتكال على عفو الله تعالى ورحمته، وهذا من (حيل النفس ) أيضًا.
-11عدم المبالاة في بعض المواقف، خاصة أمام الضعيف، ولاسيما القريب.
ولست أخفي سرًّا - حسبما نظرته من حالات متنوعة - أنه عند فرض العقل نفسه على الهوى والنفس، وذلك عند تقدم العمر ما بين 40 و70 و80 إلى 90، هناك تكون الحسرة قد عشعشت في زوايا الروح والدم والعظام.
وقد هلك بعض هذا النوع فجأة لعدم تحمُّل القلب آثار الحسرة.
و(من يشتري سهرًا بنوم)؟ لا أحد.
إلا أن مكاشفة النفس وصراحة القول والجزم الصحيح لتصحيح الخطأ قبل المغادرة هذا هو السبيل الصواب ولا كلام. نعم قد يكون الجزم وقد تكون الصراحة نحو من تم ظلمه أو هتك عرضه قد يكون ذلك قاسيًا جدًّا، ولكن لا بد من هذا.
والحسرة لا تزول هكذا، لكنها تذهب تدريجيًّا حسب العمر عند الجزم والحزم والاعتراف.
ولعل من نافلة القول أن من تم هتك عرضه إذا كان ضعيفًا، أو هو ممن يخاف إذا هُدد بصورة من الصور ولو بنظرة حادة مثلاً، هو الذي يجب طلب العفو منه على سبيل المبادرة؛ لأن هذا النوع كثير الدعاء، مع صدق وحرارة اللجوء إلى الله.
لعل طغيان النفس على العقل، وإحاطة العاطفة به، يقصيانه عن رؤية الحقيقة، وكذلك رؤية الطريق السليم في هذه الحياة، إلا أن العقل - حسب نظري - ما يفتأ يلح بالانتصار وفرض هيمنته على حيل النفس وأحداث الحياة. ولكن ذلك يكون غالبًا عند وضوح الحقائق الصعبة عند تقدم العمر وترهل النفس وعجز العاطفة وإذعان القلب للعقل بقوة الحقيقة والضرب على الوتر الحساس؛
ولهذا قال تعالى {ولا تقربوا الفواحش}. لا تقربوا هكذا ولم يقل جل شأنه (ولا تفحشوا).
والتنبه إلى خطاب العقل كما في سورتَي (المائدة والنور) يعطي هذا فسحة للحُر وللحرة ألا يقع شيء لا تنفع فيه نافعة، ولا ترجو منه راجية.