د.عبدالعزيز الجار الله
كانت إيران تعتقد أنها تحاصرنا بحدود العراق البرية الشمالية طولها (812) كيلومتر، وحدود جنوبية مع اليمن بطول حدودي يبلغ (1327) كيلومتر إضافة إلى مجاورة في البحر الأحمر، فوضعت على حدودنا العراقية الشمالية جيوش الحشد الشعبي، وعلى حدودنا الجنوبية اليمنية الجماعة الحوثية، كما فعلت مع إسرائيل في الجنوب اللبناني حين زرعت حزب الله، وهي أي إيران تشاغبنا وتشاغلنا في مياه الخليج العربي من خلال موقعها مقابلة لحدودنا البحرية في الخليج العربي.
منذ خروج أمريكا من العراق عام 2006م واحتلال إيران القرار السياسي في العراق وهي تعمل على تجميع الحشود الشعبية في البصرة وعلى حدودنا، وكذلك سيطرة الجماعة الحوثية على اليمن أغسطس عام 2014م، وبداية المناوشات السياسية مع السعودية حتى قيام عاصفة الحزم مارس 2015م لتشكل القوس المناهض اليمن جنوبا وإيران شرقا والعراق شمالا، لكن الله خيب آمالهم وانقلبت الطاولة والأوراق عليهم، واليوم في أكتوبر عام 2019 المشهد اختلف كثيرًا:
- اليمن يحترق بنار ثوار الحوثي ويحرق اليمن، والقادة الحوثية في المخابئ ووسط السكان يحمون أنفسهم ومطاردين من قوات التحالف والجيش اليمني وخصومهم من المحليين.
- العراق يعيش نفس الاحتراق حريق الثورة الداخلية على الحكومة العراقية وعلى التواجد والتدخل الإيراني، حيث تشهد العاصمة بغداد وبعض المدن والمحافظات العراقية ثورة شعبية ضد الحكومة وإيران.
- إيران تعيش أصعب وأقسى أنواع الحصار الاقتصادي والعسكري والسياسي، حيث بدأت طهران تتآكل من الداخل وتعيش هزائم ظهرت في أطرافها وأنصارها في اليمن والعراق وحزب الله لبنان وتحركات الداخل.
الدولة (إيران) التي كانت تحاصر المشرق العربي وتفتخر أنها تحتل (4) عواصم عربية نراها اليوم غارقة في مستنقعات لا خلاص منها إلا بثمن غالي جدا قد يصل إلى تقسم أو انفصال الأقاليم التي تتكون منها إيران وأقربها الأكراد والأحواز والبلوش.