حمد بن عبدالله القاضي
ظاهرة انتشار المسميات الأجنبية بمدن بلادنا التي تعلو واجهات المطاعم والورش والمحلات والشركات وغيرها
فضلا عن التعامل باللغة الأجنبية بالفنادق وكثير من الشركات وأماكن البيع كتابة وتحدُّثا،
وإنه من المؤلم أننا بمتنزَّل الوحي ومنبع الضاد، كما أن نظامنا الأساسي للحكم نصَّ على أن اللغة العربية هي لغة بلادنا.
إحدى الغيورات على لغة الضاد الكاتبة د. حسناء القنيعير تناولت هذه القضية باستفاضة حيث طرحتها بمقال لها من حلقتين ضافيتين «تجريف لغتنا: طمس لهويتنا»
وما أصدق مقولتها. «لغتنا العربية يقودها أهل الشارع من نجار وصناع وباعة، فعاثوا فيها كيفما شاؤوا»!.
نعم صحيح فلغتنا ضاعت بين لغات أجنبية وتاهت بين لهجات غريبة.
لقد صدرت عندنا كثير من الأوامر السامية والتعاميم المباشرة للإلزام بالتحدث والكتابة باللغة العربية. ولكن -مع الأسف- لم تطبقها كثير من الشركات والفنادق ولم نجدها ممتثلة بالشارع والفندق والسوق.
من هنا لا بد من الحزم من الجهات المعنية المختصة وفرض غرامات رادعة على من لا يلتزم بالضاد، فضلا عن ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين كأن يرفضوا قبول أي فاتورة إلا باللغة العربية وأن يتخاطبوا مع العاملين بالقطاع الخاص بالفصحى.
أذكر هنا موقف غيرة شامخ تجاه الضاد من قِبَل شيخنا الأديب عبدالله بن إدريس، فعندما كان رئيسا للنادي الأدبي بالرياض جاءته «فاتورة» باللغة الإنجليزية من مطعم بعد مناسبة أقامها النادي فوجه بعدم صرفها حتى يتم إرسالها باللغة العربية، فما كان من المطعم إلا أن رضخ وبادر بذلك.
إن هذا الموقف قدوة من أديبنا الذي ترجم غيرته على لغته إلى تطبيق.
لغتنا رمز هويتنا وزهو حاضرنا ولنكن كلّنا «ابن إدريس».
* * *
= 2 =
بين ورد وشوك!
من يتعامل مع الناس يجد العجب!
منهم من هو عذْب فرات بعفة لسانه وجميل سجاياه
ومنهم من هو مِلح أُجاج
ببذاءة لسانه وسيّئ أخلاقه
وما علينا إلا نعايش الصنفين: «وردا» نبتهج بعبقه
و»شوكا» نصطبر على حنضله
* * *
= 3 =
آخر الجداول
تجرية مفعمة بالصدق والاعتزاز صاغها شاعر مجرب بهذا البيت:
«إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن
إليه بوجهٍ آخر الدهر تُقبل»