يعود تاريخ بناء قصر الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود (قصر الشمسية) إلى ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي، وتم بناء القصر تحديدًا عام 1354هـ، حيث أمر الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه- ببنائه للأمير سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل الكبير، وأخته الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود.
ومن أشهر أبواب القصر باب يسمى «باب الضعوف» حيث كان مقصدًا للمحتاجين الذين يقصدونه وقت الغداء والعشاء ليتناولوا الطعام الذي كان يقدم بقربه، وكذلك أبناء القبائل الذين كانوا يفدون على الملك عبد العزيز وينصبون خيامهم عند القصر ويلقون من ساكنيه كرم الضيافة. واستمر القصر في سياسة العطاء والكرم حتى بعد وفاة سعود الكبير، ونورة بنت عبد الرحمن؛ إذ حافظ ابنهما محمد والملقب بـ(شقران) على مسيرة القصر الخيرة، وأبقاه على وضعه بعد أن انتقل منه إلى قصر البديعة، إذ ظلت الناس تقصده وتلقى الخير منه.
يتكون القصر من ثلاثة أدوار، وتقدر مساحته بـ650 مترا مربعا تقريبًا، وترك السكن في القصر في منتصف السبعينات الهجرية من القرن الرابع عشر الهجري. ويعكس القصر ببنائه ونقوشه الباقية صورة من النمط العمراني في خلال خمسينيات القرن الهجري الماضي في المملكة العربية السعودية. وبعد مضي عشرات السنين على بنيان هذا القصر، وقبل الاحتفال باليوم الوطني الـ89 بأيام، وجَّه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بترميمه على نفقته الخاصة حفظًا للتراث، وولاء لمكانته في نفوس المواطنين، وتخليدًا لأهدافه السامية.
وفي مقال له عن تاريخ القصر يقول الباحث عبدالعزيز الجارالله: كان موقع قصر الأميرة نورة إستراتيجيًا في ذلك الزمن حيث كان يحتل زاوية المربع الشمالية الشرقية وبالقرب من قصر المربع التاريخي قصر الحكم للملك عبدالعزيز، وتعد الشمسية من البدايات التي شهدت تطوير الرياض حيث تم إنشاء أمام القصر دوار سمير أميس والعمائر الجديدة أمام الدوار، وعلى بدايات القصر تأسس شارع الوزير حاليًا الملك فيصل وكان هذا الشارع بداية حياة جديدة للرياض، وشرقي القصر ووادي البطحاء والشمسية أنشأت أحياء حلة القصمان التي كانت من أكبر التجمعات السكانية والتجارية حين كانت الرياض تتكون من حلل والحارات، كما يقابل القصر مبنى مجلس الوزراء، ومبنى الاتصالات (البرقية) ومؤسسة النقد وحي الغرابي التجاري وجنوبه شارع الخزان الذي يعد بداية الانتقال من رياض إلى رياض.