هالة الناصر
لاشك بأن نظام «ساهر» مهم جداً لضبط الحركة المرورية من أجل ضمان سلامة الناس -بعد الله- وهو نظام موجود في كل أنحاء العالم حيث إنه يساهم بشكل مباشر في الحد من الحوادث التي- إن لم تخني الذاكرة - تخسرنا كسعوديين أكثر من خمسة آلاف متوفى بشكل سنوي، هذا غير الإصابات والإعاقات والخسائر المادية الفادحة، لا يختلف اثنان على أهمية وضرورة نظام ساهر، ولكن الذي لا يعرفه القائمون على نظام ساهر بأن الإحصائيات التي صدرت مؤخراً تكشف حقيقة صادمة قد لا يتوقعها الكثيرون وهي أن الحوادث مع وجود نظام كاميرات ساهر زادت بشكل مضاعف حتى وصلت إلى 222% في العام 1439 عن السنة التي سبقته بواقع 38.8 مليون مخالفة كانت أغلبها مخالفة السرعة الزائدة، وذلك عبر إحصائية نشرتها الإدارة العامة للمرور، إحصائية تؤكد احترافية هذا القطاع المهم ومقدار الثقة بالنفس والشفافية العالية، حيث إن الجهات التي تنشر الأرقام والإحصائية هي جهة تستحق الاحترام والتقدير والثقة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بأسباب زيادة المخالفات بهذا الشكل المخيف وغير المنطقي في ظل وجود نظام ساهر الذي تم وضعه من أجل التقليل من نسب الحوادث قياساً بالكثير من دول العالم، وهذا الأمر من وجهة نظري له أسباب عدة من أهم طرق علاجها إعادة دراسة ملف نظام ساهر بطريقة تخدم الهدف الأساسي الذي تم وضعه وهو الحفاظ على سلامة المواطنين، مثل وضع كاميرات ساهر عند الطرق التي تكثر فيها الحوادث وليس وضعه بشكل سري ليكون جزءاً من المشكلة وليس حلها حيث يرتبك السائق مع وميض كاميرا ساهر ويفقده التركيز مما يجعله يستخدم المكابح بشكل مفاجئ بحيث ترى آثار الإطارات على الأسفلت بطريقة تشبه لعبة «الغميمة» تخرج ساهر من هدفه السامي في أذهان الناس لهدف آخر وهو جلب أكبر مبلغ مادي من وراء المخالفات، مع تأييدي لنظام ساهر والمطالبة به لكن بالشكل الذي يخدم الهدف النبيل الذي هو المحافظة على سلامة الناس، كما أن زيادة المخالفات قد لا تعني بأن الخلل في نظام ساهر بل قد تعني عدم اكتراث بعض الناس بأنظمة المرور وبسلامتهم وسلامة الآخرين مما يعني ضرورة تكثيف حملات التوعية المرورية لأنها -رغم نقصها- إلا أنها مفيدة جداً وقد تساهم في تقليص هذا الرقم السنوي المخيف من الحوادث.