فهد بن جليد
صناعة البهجة والفرح لا تعني بأي حال من الأحوال الانسلاخ من ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، وأنا على يقين بأنه ليس هناك من ينادي بمثل هذا الأمر في هيئة الترفيه أو حتى في الشركات المتعاقدة معها، لأنَّه حتماً سلوك يُعارض الأنظمة المرعية في المملكة، ويُصادم عقائد وتقاليد الناس وثوابتها وقناعاتها ومفاهيمها، التي لا تعترض إطلاقاً مع التطوير والفسحة وصناعة البهجة والترفيه المُناسب والمطلوب لمختلف شرائح وفئات المجتمع السعودي بشكل وأسلوب جديد وجاذب، وعلى ذلك لا يجب أيضاً أن يُصادر حق أحد في المشاركة أو التعبير عن الفرح والبهجة بطريقته الخاصة طالما أنَّها لا تُعارض ديناً ولا نظاماً ولا عادات ولا تقاليد، هذا ما نفهمه جميعاً ونتفق عليه، والشاذ عن ذلك لا حكم له.
بقدر ما أحزنني الفيديو المنشور لإحدى الأخوات المنقبات المشاركات في موسم الرياض، حول تعمد إقصائها وبعض زميلاتها من المشاركة، لأنَّهن مُنقبات والمسؤول عن مكان عملهن -كما تقول- تعمّد تجاهلهن وإبعادهن من مواجهة الجمهور - أقول بقدر ما أحزنني هذا الفيديو ومثل هذه العقلية عند المسؤول إن حدثت بالفعل- بقدر ما أفرحني تعليق وتوجيه معالي المستشار تركي آل الشيخ بفتح تحقيق فوري، ومُحاسبة المسؤول، فإذا كان السبب هو شكل الموظف أو المتطوع بأجر والمشارك في موسم الرياض فهذا دليل على أنَّ الفهم الخاطئ، وانقلاب المعايير وخضوعها للأمزجة والأهواء أمر شخصي، واجتهاد غير موفق، وهو مرفوض عند جميع الأطراف، فهذه الفعاليات لمختلف شرائح المجتمع بأطيافه وفئاته المتعدِّدة، ولا يجوز إقصاء أحد بسبب لون أو مذهب أو إعاقة، فنحن ولله الحمد أبناء وطن واحد، ومجتمع واحد، وفطرة واحدة، والنظام يكفل حق الجميع مهما تعدَّدت أفكارنا أو قناعاتنا فيما يخص أمورنا الشخصية طالما أنَّها تحترم الدين والوطن، ولا تنتقص من حق الآخرين من حولنا.
أن تطفو مثل هذه الحادثة المحدودة على السطح، ويُحاول البعض تلقفها والترويج لها، فهذا دليل على أنَّ موسم الرياض قد خطا خطوات كبيرة مُتجاوزاً ما كان يعتقد بعض المتربصين أنَّه سيكون مصدر خلاف سيُستغل لتشويه الموسم، بمثل محاولات تلقف فيديو (المنقبة) الذي عالجه معالي المستشار بشكل سريع وبشفافية أمام الجميع، ليقطع الطريق على المتربصين بنجاحات الموسم، الترفيه صناعة وطنية جديدة علينا، ومن حق جميع شباب وشابات المجتمع بأطيافه المختلفة المشاركة في هذه النهضة والخطوة التطويرية الكبيرة التي يشهدها الوطن، والمفاخرة بوضع بصمة خاصة من بين بصمات أبناء الوطن العظيم في هذه الصناعة وهذه المرحلة والمنعطف التاريخي، أو حتى الاستمتاع بفعالياته، فالمجد للوطن والفرح لمواطنيه، ولا عزاء للمُتربصين، وشكراً لكل مسؤول صادق يضع تعليمات ولاة أمرنا وقادتنا نصب عينيه.
وعلى دروب الخير نلتقي.