حل الدكتور محمد المشوح، مؤسس ثلوثية المشوح منذ قرابة العقدين من الزمان، ضيفًا على «اثنينية الذييب». وتعتبر ثلوثية المشوح بُعدًا ثقافيًّا وحضاريًّا، وتقدم جهدًا رائدًا للحركة الثقافية والعلمية في المجتمع السعودي، وتعمل في إطار إثراء الحراك الثقافي والمجتمعي، وهو المنطلق نفسه الذي انطلقت منه اثنينية الذييب نفسها.
وتطرق الدكتور محمد المشوح إلى مثل هذه الفعاليات المجتمعية، وتاريخ نشأتها في العالم العربي، وعلى الأخص انتشارها في العديد من المدن بالمملكة.
في بداية اللقاء تحدث الدكتور المشوح عن امتداد هذه الظاهرة، وقد أرجعها لزمن الخلفاء والأمراء بالدول الإسلامية المتعاقبة؛ إذ كانت تجمع الشعراء والعلماء للوقوف على أخبار السابقين وحياتهم وعلومهم للاستفادة منها، وأخذ العبرة. وفي العصر الحالي تطورت فكرة هذه المجالس؛ إذ أصبحت تقام لمناقشة القضايا والأحداث التي تطرأ على المجتمع.
وأشار المشوح إلى أن المجالس الثقافية والصالونات الأدبية ظهرت في البداية بمصر، ومن ثم انتقلت إلى الحجاز، وحافظ ملوك وحكام الدول السعودية المتعاقبة حتى الملك عبدالعزيز على مثل هذه المجالس، وكانوا يدعون إليها الشعراء والأدباء والعلماء.
وأول ظهور لهذه الصالونات في المملكة كان بمدينة الرياض التي كان لها الحظ الأوفر منها، ومن ثم انتقلت لعدد من المدن الأخرى، مثل الأحساء وجدة.
وعدَّد المشوح أنواع المجالس الثقافية، التي منها المجالس التكريمية، ومجالس المحاضرات.. وهناك أيضًا المجالس الحوارية التي توفر المجال الخصب للمناقشة، وطرح مختلف القضايا، وإبداء الرأي فيها. ويشدد المشوح على أن مثل هذا التنوع هو سر نجاح هذه المجالس؛ إذ لم تقتصر على فئة دون غيرها، ولم تتخصص في مجال دون غيره؛ وهو ما جعلها تتسع لأفراد المجتمع كافة ممثلة منبرًا للتعبير.
وأثنى الدكتور المشوح على اثنينية الذييب، وغيرها من الفعاليات المماثلة، والقائمين عليها.. مؤكدًا حسهم الوطني، ومصداقيتهم في التعبير عن مشاعرهم تجاه الوطن، وتحمُّل المسؤولية الوطنية التي تقع على عاتق كل مواطن تجاه وطنه.
في نهاية الجلسة تقدم حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور محمد المشوح على تشريفه الاثنينية، وقام بتسليمه درع الاثنينية التذكارية.