د.ثريا العريض
منذ الطفولة ظل السؤال:
وجه مَن تعشق الأرض??
وكيف ترى تعشق الأرض وجهًا؟
كل وجهٍ بها عابرٌ وهي صامدة باقية!
ومنذ الطفولة ظل السؤال
بأعين أطفالها يتردد:
«نحن أولاد مَن؟
إخوة نحن لكنّ أسماءنا تتعدد
وميراثنا سنوات عذاب
وعمرٌ من التيهِ في مهمهات الضباب
وخوفٌ من السيلِ
إن جاء أغرقنا
وإن لم يجئ سنموت هنا
ظمأً في صحارى اليباب
إخوةٌ نحن
مزّقنا زمن الاغتراب
كلُّ المرايا تشوِّهنا
وتلغي ملامحنا الماضية
أمّنا هي
يجمعنا نبضها
تظل برغم اليباب هي الحانية
قيل: بل هي تأكل أولادها
وهي في جوعها ضارية
تحمل الخير لكنها تلد الموت ثانية
بكل مخاضٍ لها يتجدد
أولادها يوأدون
في مهدهم مع أحرف أسمائهم يوعدون
ذا للصراعاتِ..
ذا للمجاعاتِ..
ذا ليناضل..
وذا ليغصّ بغربته في حداء القوافل
وذا ليموت من القهرِ يدمنه في المنازل
ومن لا يموت من القهرِ
فلينس من كان
ينس اسمه لا يفوه
فالحرف أيضًا خطيرٌ وقاتل»
قيل: «كي لا تطالكم الأرض
لا بد أن تتوارى الحقيقة
تنسون مَن أمُّكم
وملامحَكم
تتبعون الوجوه الرفيقة
فهي حانيةٌ وصديقة
وهي عالمةٌ بالطريقة.. ..».