د. محمد عبدالله الخازم
عُقد عام 2011 م اجتماع اتحاد الجامعات العربية بالرياض بجامعة نايف للعلوم الأمنية، وكان محرجًا كيف نستضيف اتحادًا أهليًّا عربيًّا للجامعات ونحن ليس لدينا اتحادنا أو جمعيتنا المحلية. وحينها طرحت السؤال: متى يكون لدينا اتحاد للجامعات والكليات السعودية؟ ويتكرر الموضوع باجتماع مديري الجامعات الخليجية قبل أيام عدة، ومعه أكرر السؤال للجامعات السعودية والخليجية: متى يكون لدينا مؤسسة أو رابطة أو اتحاد أو جمعية أهلية مستقلة، تجمع الجامعات الخليجية والسعودية؟ إلى متى تبقى اجتماعات مديري الجامعات بناء على (الفزعات) ودون مرجعية تماثل ما هو موجود عالميًّا؟
يقترب عمر التعليم العالي بالمملكة من سبعين عامًا، منذ أُسست أول كلية عام 1949م (كلية الشريعة بمكة المكرمة). اليوم لدينا أكثر من ستين جامعة وكلية مستقلة، حكومية وأهلية، يضاف لها مؤسسة التعليم الفني والكليات العسكرية والأمنية. تشرف وزارة التعليم والوزارات الأخرى، من الناحية الرسمية والإدارية، على الجامعات والكليات، لكننا نفتقد وجود اتحاد/ جمعية/ هيئة أهلية، تجمع في ظلها الجامعات والكليات السعودية، وتسهم في إيجاد الفناء الخصب لتبادل الخبرات وتنمية القيادات وتوسيع العلاقات وتعزيز التعاون فيما بينها من جهة.. وفيما بينها وبين الهيئات المحلية والإقليمية والعالمية من جهة أخرى. وعليه أكرر مطالبتي بإنشاء اتحاد أو جمعية الجامعات والكليات السعودية؛ لتسهم في أداء المهام الآتية:-
1. دعم السياسات والمبادرات الوطنية في مجال التعليم العالي السعودي.
2. دعم وتطوير التعاون والعمل المشترك بين الجامعات/ الكليات السعودية.
3. دعم البحوث والدراسات والنشر في مجال التعليم العالي بصفة عامة، والمحلي بصفة خاصة.
4. تنسيق جهود انتماء وتعاون الجامعات السعودية مع الهيئات الدولية ذات العلاقة.
5. نشر الوعي بقضايا مؤسسات التعليم العالي المختلفة.
6. غير ذلك من المهام الموازية للجهود الرسمية في هذا الشأن.
وذلك عبر عقد لقاءات دورية للأعضاء، ونشر مجلة دورية وتقارير دورية، تختص بقضايا التعليم العالي، وإنشاء موقع على الإنترنت لتبادل المعلومات والآراء، وتشكيل وفود موحدة، تمثل الجامعات السعودية في المؤتمرات الدولية ذات العلاقة، وإنشاء قواعد بيانات ذات علاقة بالتعليم العالي في المملكة، والاشتراك في الهيئات العالمية ذات العلاقة، وعقد مؤتمرات وورش عمل تطويرية ذات علاقة، وإنشاء لجان ومجالس فرعية متخصصة، وتنظيم معارض تعليمية، وغير ذلك من الأنشطة.
هذه الجمعية لن تكون أمرًا جديدًا في السياق المحلي؛ فلدينا هيئة الصحفيين وهيئة المهندسين وغيرهما. والتعليم الجامعي يحتاج إلى مثل هذه المبادرات الهادفة إلى تطوير مؤسسات المجتمع المدني.
أكتب هذه الفكرة مع الإشارة إلى أنها جمعية أهلية، ليس من مهام وزارة التعليم تأسيسها، ولا يجب أن تتدخل فيها سوى بالحد الأدنى التشريعي الداعم لإخراجها للوجود، مثلما فعلت وزارة الإعلام مع هيئة الصحفيين، ووزارة التجارة مع هيئة المهندسين، وغيرهما من الجهات. أشير إلى ذلك وقد طرحت الفكرة سابقًا، وناقشتها مع مديري جامعات، ووجدتهم يتهربون من إبداء رأي حولها؛ لأنهم تعودوا (أن لا يشكوا خيطًا في إبرة) كما يُقال ما لم يكن هناك ضوء من وزارتهم الحنونة. لعلنا بعد ذلك ننطلق نحو تأسيس اتحاد الجامعات الخليجية.