إيمان الدبيان
نسمع كثيراً عبارات دارجة، ومتداولة عبر الأجيال المتعاقبة وإن لم تكن مقننة لدى البعض، أو مفهومة عند البعض الآخر، وأصبحت مألوفة لفظا لكنها أحيانا ليست صحيحة فعلا مثل: عبارة (أنت وذوقك) فما هو الذوق؟.
الذَّوْقُ: هو آدابُ السلوك التي تقتضي معرفة ما هو لائق، أو مناسب في موقف اجتماعيّ معيّن.
والذَّوق العام: هو مجموعة تجارب الإنسان التي يُفسِّر على ضوئها ما يُحسّه، أو يُدركه من الأشياء. البعض يعتقد أنه حُرٌ فيما يلبس، أو يفعل، أو يتلفظ؛ لذلك كان يفعل ما يعجبه، ومتى يرغب به، وكيفما يناسبه دون مراعاة للآخرين، وبلا قيم، أو أخلاق، أو دين، فقد يؤثر بتصرفه على أداء الشعائر الدينية، أو يشوه الذائقة البصرية، وربما يتخطّى مبادئ الإنسانية؛ لذلك أصدرت وزارة الداخلية مشكورة لائحة الذوق العام، وبدأ قبل أيام قليلة تفعيلها، والتي يندرج تحتها تسعة عشر قانونا يطبق على مخالفها من المواطنين، والسائحين، عقوبات مختلفة، ومتفاوتة باختلاف التجاوزات والانتهاكات.
لن أُفَصِّل هذه القوانين فقد نُشِرت في وسائل الإعلام المختلفة منذ إصدارها قبل أشهر، وتحدث عنها الكثيرون ومنهم: الأستاذ عادل محمد عبده الكاتب المعروف وذلك في برنامج صباح الخير ياعرب على قناة العربية ذلك البرنامج المتفاعل دائما مع كل حدث ومناسبة.
مبادئ وقوانين الذوق العام هي جزء من قيمنا، وأخلاقنا الإسلامية، التي نزلت بها آيات قرآنية وتناولتها السنة النبوية مثل: عدم رفع الصوت قال الله تعالى:(وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ) (لقمان:19).
واللبس اللائق كما قال عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف. وعدم اختراق خصوصية الآخرين في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات.
السلوك الإسلامي يعني الوسطية التي غابت أو غُيِّبَت عن مجتمعنا سنوات عديدة إلى أن بدأ استرجاعها من خلال رؤية المملكة، وما تضمنتها من قوانين، وأهداف بدأنا نشعر بلذة ثمارها مع كل تغيير، وتطوير يرتقي بنا أفراداً، وأسراً، ومجتمعاً؛ لذا سعِدنا بهذه اللائحة، وما تحمله من أنظمة تمنيناها زمناً في كثير من المواقف التي يؤذينا فيها ما نشاهده، أو نسمعه، أو نشعر به من فئات بشرية لا يردعها احترام ذاتها ولا دينها ولا مجتمعها بقدر ما تردعها العقوبات المادية، فكلما احترم الإنسان ذاته احترمه الآخرون.