د.عبدالعزيز الجار الله
الحديث عن القومية العربية فيما مضى كان يخيف، ومن يتبناه يتهم بالعنصرية والشعوبية، وكانت إيران وتركيا ومن غرر بهم مثل قطر والمعارضة والتحرر العربي يرفعون شعارات عدة ليس من بينها العروبة والقومية العربية، هذه الفئات من فارس وتركيا ومن الموالين لهم كانت تقضم بصمت جسد العروبة وتنهش أطرافه على طريقة الذئاب والسباع والضواري عندما تنفرد بالضحية في صحراء جافة جرداء لا شجر ولا تلال، هؤلاء يرون في العروبة سياج ومتاريس لا يستطيعون اقتحامها.
من احتلال العراق عام 2003 ومرورا بالربيع العربي 2010 وإيران وتركيا وقطر تحاربنا بكل الأسلحة، وضعت الهلال الشيعي الخانق لدول الجزيرة العربية وانتزعت القرار من دول داخل حزام الهلال من اليمن حتى لبنان، ومدت نفوذها على السياسة والجغرافيا والديمغرافيا من الطرف الشرقي والجنوبي اليمن مرورا بإيران نفسها ثم العراق وسوريا واختتاماً بلبنان كطرف شمالي غربي للهلال، ووضعت لها الميليشيات رأس السهم والحربة للقتال والتخريب كحزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والحشود الشعبية في العراق وسورية، ومرتزقة حرب ومذهبية من آسيا الوسطى لتمزيق دول الهلال الشيعي وتحويلها من دول إلى ميليشيات للسيطرة عليها.
لكن هذا الحلم والواقع الذي استمر أكثر من (16) عاماً منذ سقوط بغداد عام 2003 إبان الغزو الأمريكي للعراق إلى اليوم ونحن على أبواب السنة 2020م والجميع يرقب أحداث لبنان دولة حزب الله الذي انتصر لسورية وانتقل الحزب ليأمن خط الهلال الشيعي من بيروت إلى طهران، نراه اليوم ينهار اقتصادياً كما انهارت إيران الأم الحاضن لكل المذهبية الشيعية والأقليات والمعارضة العربية، فكما يحدث من انهيار اقتصادي بالمركز إيران، فإن هناك انهيار يقابله في الأطراف في لبنان واليمن وسورية والعراق.
إذاً هي نهاية بلا رجعة لدول الهلال الشيعي، ونهاية لمشروعات إيران وتركيا وقطر دول الميليشيات والتخريب.