فهد بن جليد
سلوك الناس لا يمكن استيراده من الخارج أو جلبه بالمال، بل هو نتاج طبيعي تحكمه ثقافة ومُمارسة شخصية، تشكَّلت عند بعض الأفراد نتيجة موروث أخلاقي وأسري، وقناعات ومفاهيم يؤمن بها ليؤثر على مجتمعه، بالتربية والمُحاكاة ومعرفة الصواب من الخطأ، لذا علينا السعي لتعديل شيء من التصرفات العفوية غير المقبولة عند بعض المُراهقين وبعض الزائرين للمناطق الترفيهية، وضبطها بإظهارنا لأفضل درجات الالتزام بنظافة المكان، والهدوء والاستمتاع بمُختلف الفعاليات دون ترك أثر أو انطباع غير جيد عند الزائرين الآخرين، لنُعزِّز هذه الثقافة وهذا كاف لإظهار وتبيان الصورة الحقيقية والحضارية عند السعوديين بتعاطينا الحسن مع هذه المنشآت والأماكن الترفيهية، حتى نفوِّت الفرصة على بعض المُتربصين باختلاقهم القصص وفبركة المقاطع للإساءة لموسم الرياض والعمل الجبار الذي قُدم فيه.
مع هذا العدد الكبير من الزوار، الذي فاق التوقعات لفعاليات البوليفارد لكونها الفعالية الأكثر جذباً وزيارة قبل انضمام الفعاليات الأخرى، من الطبيعي أن تبقى بعض المخلفات والأوراق والعلب لتُلقى في النافورة وفي الممرات نتيجة لانتشار المطاعم والمقاهي وسيارات الفود ترك، ومع هذا ما أحوجنا للتخلص من تلك المشاهد المحدودة لترك مخلفات الطعام أو رمي العلب والزجاج وأوراق والبلاستيك -التي تعوَّد عليها بعض الزائرين- في أماكن وفعاليات أخرى وهو سلوك مرفوض في كل مكان، ويتأكد مع هذا الحدث العالمي والمُبهر الذي نعيشه، والذي يستحق منَّا إظهاره بأفضل الصور وأبهاها، وتقدير الجهود الجبارة التي بُذلت لإنجاحه، وحتماً هذه الثقافة المرجوَّة - والتي يتمتع بها الأغلبية من الزوار ولله الحمد - ستتشكَّل عندما يجد أصحاب السلوك غير الحضاري أنَّهم خارج السياق، شاذين بتصرفاتهم غير المناسبة وغير المتوافقة مع المشهد والحدث.
دور هيئة الترفيه كبير وعظيم في التنظيم والإشراف والمُتابعة، وآمل أن نسمع عن تطبيق عقوبات وغرامات مُخالفة الذوق العام في كل الفعاليات، وهذا -برأيي- سيقضي على بعض الظواهر غير المتوافقة مع المُناسبة، وسيحد من أي مشهد أو سلوك غير مقبول، ليمنع الإساءة للموسم بقصد أو بدون قصد.
وعلى دروب الخير نلتقي.