بات اللاعب الجاهز أسهل وسيلة لإدارات الأندية السعودية لرفع القيمة الفنية للفريق الأول لكرة القدم وحصد البطولات كحلول مؤقته ثمنها ملايين الريالات في ظل الدعم الشرفي سابقاً ودعم الهيئة العامة للرياضة حالياً دون النظر أو الاهتمام أو صرف جزء معقول من الدعم على عماد الأندية ومخرجاتها (الفئات السنية).
فكر يغلفه الكسل أضر بتعدد المواهب الكروية السعودية وقلّص من بروزها عبر أندية جماهيرية ذات خزائن وموارد مالية لا تنقطع، حتى شمل ذلك الضرر قمة هرم الكرة السعودية (المنتخب الوطني) الذي باتت خياراته محدودة في ضمه للمواهب وتكاد تنعدم في بعض الخانات.
قضية شكلت هاجساً لرئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي مما دعاه مع بداية مباشرة منصبة بإصدار أولى القرارات باللجوء إلى تنظيم دوري المدارس الذي شمل 12 ألف طالب من 5600 مدرسة تحت إشراف مباشر منه بعد أن تبخرت الآمال ممارسة الأندية مسؤولياتها تجاه اكتشاف المواهب وتأسيسها بعد انشغالها بصفقات صيفية وشتوية.
قبل أيام أعلنت إدارة نادي الهلال تدشين (أكاديمية الهلال) لكرة القدم بالشراكة مع المدارس في العاصمة الرياض يشرف عليها فنياً وإدارياً مزيجاً من الخبرات الفنية السعودية المؤهلة والأجانب كنقلة نوعية لسياسات الأندية في الجانب الأكاديمي ليتناسب مع توجهات الهيئة العامة للرياضة نحو (البحث عن الموهبة في المدرسة).
بداية الاهتمام يجب أن ينبع من خلال الاتحاد السعودي عبر لجنته الفنية بعقد ورش عمل مع الأندية من أجل معرفة السلبيات والعوائق التي تواجهها في تأسيس أكاديميات ذات احترافية إدارية وفنية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من مواهبنا المغمورين المتناثرين في أصقاع المملكة.
قبل الختام
هل ستصمد توجهات الهيئة العامة للرياضة وخطوة الهلال الأخيرة؟ وتفيق الأندية من غفوتها المريرة لخدمة مشروع كروي وطني نحو مستقبل أفضل لتتوسع خيارات مدربين المنتخب الأول المتعاقبين دون احراجهم بخيارات ضيقة تجعل منتخبنا فريسة سهلة في كل بطولة نشارك فيها بعد أن كنّا أسياد آسيا ورموزاً في الكرة الخليجية والعربية.
** **
- عبدالكريم الحمد