د. عبدالرحمن الشلاش
وأنت في طريقك من منزلك إلى عملك أو أي مشوار لا شك أنك ستلاحظ كثيراً من السلوكيات التي لا تجعلك تملك أكثر من الأسى ثم هز الرأس تعبيراً عن الحسرة على الحال! أقلها رمي المخلفات في الشوارع وتلويث البيئة والسرعة الجنونية وإيذاء العائلات، وفي مناظر غير لائقة كرمي العلب من السيارات وهي تسير على الأرصفة والحجة دائما أن هناك عمال نظافة بوسعهم القيام بعملهم وتنظيف مخلفات عمال القذارة!
قبل سنوات كان كبار السن والعقلاء عندما يتدخلون لحل أي مشكلة نشبت في مكان عام أو خاص أو يقدمون نصائح للمراهقين يكون لهم خاطر ويسمع كلامهم ويطاع وينفذ بل ويحظون بالتقدير. أما اليوم فلن يسلم أي منهم من الكلام اللي ما له داعي من صغار سن مراهقين لا يملكون أدنى درجة من احترام الغير خاصة من يكبرهم بالسن والخبرة في الحياة ومن يريد لهم الخير ومن يتدخل من أجل الإصلاح هذا إذا لم يقابل المصلح بوابل من عبارات الاستهزاء والسخرية ناهيك عن عبارات التقريع مثل، «وش دخلك، ملقوف، مو شغلك، خليك في حالك».
ردود الفعل السلبية جعلت أي إنسان يخاف على نفسه ويحافظ على هيبته يتجنب أي تجمعات فيها مشاجرة، لذا لا تجد أي مواقف قوية في الشوارع لإيقاف متهوري التفحيط عند حدهم، أو الإبلاغ عنهم. كان من يقطع إشارة في زمن مضى أو يعكس السير يقوم أحد المتطوعين بتسجيل رقم لوحة سيارته وإيصالها لأقرب مركز مرور.
لو سجلت كل التجاوزات والأفعال المرفوضة والأخطاء على الغير التي تواجهك أنت فقط يوميا وتشاهدها بعينيك ستصل مؤكد إلى رقم غير متوقع. هذه الأفعال غالبا لا تجد من يردعها إذا لم تصل للجهات المختصة. نعاني في هذا الجانب من سلبية. بعض الأوقات تخشى أن تواجه أشخاصاً غير طبيعيين فتحجم عن التدخل.
أعتقد أن تطبيق النظام بقوة ودون رحمة على المستهترين والإعلان عنهم سيخفف من ممارسة الاعتداءات على الغير ورمي المخلفات. هل يمكن ردع المسيئين ضمن نظام أو قانون شبيه مثلا بقانون التحرش. لم أسمع حتى اليوم بمعاقبة من يرمي المخلفات ويشوه البيئة فهل نجد مثل هذه الإجراءات؟