د. خيرية السقاف
تتوالى الأفكار كلما ذهبت تتأمل ما يجري في العالم من حولك..
ولن تذهب بعيداً لتتأمل ما في الجوار، والقربى..
بل لن تعوزك الأفكار وأنت في أهلك مشبع بزخم الحالة..
استشراف الآتي في بوتقة الحاضر..
الحاضر مكنون يتحرك بعنفوان طموح لا حدود له..
قفزنا خطوات فلكية في مدة زمنية تستغرقها دول عالمية كي تقطعها لتصل لتحقيق بند في «إستراتيجياتها»، بينما نحن في سنتين فقط حركنا موازين الاقتصاد أكبر فاعل في ضخ أعصاب المجتمعات بالحياة، ومدها بالدرع، ومكنها من الجذر..
ولهم أن يذهبوا في تفاصيل التفاصيل التي تحت هذا المحرك الفعَّال..
والساطع فيها الاستثمار البشري على اتجاهين؛
المواطن حين يزج في تيار التنمية، والسائح حين تشرع الأبواب للتعرّف على مفاصل مفاتيح ثروة هذا الوطن،
الاستثمار ذو الوجهين بالإنسان الحي المتحرك، الفعَّال، فآثاره التي اندثرت على الثرى أقدام صانعيها..
في الواقع، لن تخذلك الأفكار لتكتبها حين تكون في مجتمع ناهض، حيوي، مثابر، يتنافس في العطاء، يكافح للتطوير، مناهض للفساد، ساع لاجتثاث الأمراض بمختلف أنواعها صحية، وعقلية، وخلقية، وسلوكية، ممكن للنزاهة، طامح في الاستزادة، ذو رؤية بعيدة هدفه أن يبقى، وطن الشمس، ومأوى السلم، ورسول السلام، وباعث القيم، وموطد الخير، وفلاَّحاً على مستوى الأرض التي تقله، والأرض التي تمتد به للآخرين حيث منابت الليل، ومفاتح الصبح، وفضاءات الهواء، ليغدو للكون نموذجاً، في السياسة، والعمل، والإنتاج، والقوة، والمُثل، والخير، والعدل، والحرية، والتنوّع، والإضافات المُثرية لنهضته الداخلية، ولوثائقه الخارجية..
نذهب كثيراً حين التأمل في هذا الحراك الموحي في مجتمعنا إلى كل ولاداته من الأفكار العديدة، هذه التي كلما يممنا صوب رافد منها ملأتنا بالسرور، والثقة..
ليكون الوطن نموذجاً حيوياً في كل محور تنهض من أجله الهمم..
وهو الآن مصدر إلهام، وبوتقة أفكار، ومكنون متقد بالأفكار..