د.شريف بن محمد الأتربي
يعج مجتمع الإنترنت بالكثير من المنصات التعليمية وبرامج التعلم الإلكتروني أكثرها مجاني أو يتبع لمؤسسة أو هيئة معينة وقليلها ما هو بمقابل مادي، وقد سارع الكثيرون لإطلاق منصاتهم (PLATFORM) التدريبية أو التعليمية أو غيرها، فيما سارع البعض الآخر إلى تبني برامج إدارة التعلم (LMS) وقد التبس على الكثيرين من المتدربين أو المتعلمين الفرق بين كلا النظامين وأصبح كلا المصطلحين دارجاً على ألسنتهم للدلالة على الآخر.
بادئ ذي بدء نوضح الفرق بين كلا المصطلحين تعريفياً وتاريخياً،
فأنظمة إدارة التعلم (LMS Learning Management System) يشار إليها كونها برامج تطبيقية أو تكنولوجيا معتمدة على الإنترنت، تستخدم في التخطيط وتنفيذ وتقويم عملية تعلم محددة.
وعادة ما يزود نظام إدارة التعلم المعلم بطريقة لإنشاء وتقديم محتوى ومراقبة مشاركة الطلاب وتقويم أدائهم. ويمكن أن يزود نظام إدارة التعلم الطلاب بالقدرة على استخدام الخصائص التفاعلية مثل مناقشة الموضوعات والاجتماعات المرئية ومنتديات النقاش. وهي تعتمد على الشبكة العنكبوتية لتسهل عملية الوصول إلى محتويات وإدارة العملية التعليمية دون أي معوقات مكانية أو زمانية. وقد بدأ تاريخ نظم إدارة التعلم في عام 1924 من خلال اختراع آلة التدريس، ومن ثم جاءت المزيد من الاختراعات ببطء في الميدان اختراع بعد اختراع آخر.
أما المنصات التعليمية Learning Platform؛ فهي بيئة تعليمية تفاعلية توظف تقنية الويب وتجمع بين مميزات أنظمة إدارة المحتوى الإلكتروني وبين شبكات التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وتويتر وتمكن المعلمين من نشر الدروس والأهداف ووضع الواجبات وتطبيق الأنشطة التعليمية، والاتصال بالمعلمين من خلال تقنيات متعددة، تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل، وتساعد على تبادل الأفكار.
وقد ظهرت في عام 2005 عندما أطلقت شركة Fotango أول منصة عامة في العالم باسم «Zimki» وأطلقت النسخة التجريبية لها في مارس 2006؛ وتوالى بعدها تطوير المنصات خاصة في مجال الإدارة والاستضافة وظهور نسخة منها يتم استخدامها عبر الهواتف المحمولة.
ويعد نظام جسور JUSUR من أوائل نظم التعلم العربية حيث ظهر عام 2007، وهو نتاج تعاون بين المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية مع الجامعة الماليزية المفتوحة، ويهدف هذا النظام إلى إمداد أعضاء هيئة التدريس والطلاب في التعليم العالي بالتقنيات الحديثة في التعليم واستخدام بيئة إلكترونية تفاعلية.
وتلا ذلك ظهور نظام تدارس Tadarus الذي تم تطويره من قبل شركة حرف لتقنية المعلومات. ويستخدم نظام تدارس في العديد من المؤسسات التعليمية مثل عمادة التعليم عن بعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والهيئة العامة لتحفيظ القرآن الكريم، المقرأة الإلكترونية العالمية.
أما المنصات التعليمية فتعد منصة رواق من أهم المنصات التعليمية الإلكترونية العربية وهي منصة تهتم بتقديم دورات ودروس تعليمية ناطقة باللغة العربية وبشكل مجاني، وتتنوع المجالات والتصنيفات للدروس والدورات التي تقدمها المنصة، ولكن ما يشترك ما بين تلك الدورات أن من يقدمها أكاديميون عرب من مختلف البلدان العربية، تم تصميم الموقع ليكون منصة تعليمية عربية مجانية وقد حقق الهدف من إنشائه.
أما منصة إدراك فقد ظهرت مؤخراً على ساحة أهم المنصات التعليمية الالكترونية، واحتلت مكانة مهمة بين المنصات. تم تأسيس إدراك من قبل مؤسسة الملكة رانيا في عام 2013، وتوفر المنصة فرصة الالتحاق ببرامج متنوعة وعلى كافة المستويات لجميع الناطقين باللغة العربية وبشكل مجاني، يقدم الدورات خبراء وأكاديميون من دول عربية مختلفة، يتشارك الموقع مع موقع EDX الشهير التابع لجامعة هارفرد الأميركية، لذلك يعتبر محتواه من المحتويات المهمة.
ومع سرعة التطور التقني لكل من برامج إدارة التعلم والمنصات التعليمية إلا أن كل هذه المنتجات لازالت تعتمد على المكونات الغربية لها ولازالت مستضافة عبر شبكة الإنترنت وبالتالي فكل ما ينتج عبر هذه التقنيات ويتم تقديمه هو مباح لمالكي المواقع المستضيفة؛ أضف إلى ذلك تكرارية المنصات وعدم وجود تنسيق بين الأجهزة والمؤسسات المعنية بها، ومن المفضل أن نشرع في استضافة مؤتمر للمنصات المحلية والعربية إن أمكن بهدف التنسيق فيما بينها والاستفادة مما توفره كل منصة من خدمات؛ فعلى سبيل المثال يمكننا بناء منصة تعليمية موحدة للتعليم في مجال العلوم الإنسانية وأخرى في مجال العلوم التطبيقية والعلمية. وأيضاً بدء التفكير في إعداد برنامج إدارة التعلم عربياً خالصاً يتم اعتماده في الدول العربية الراغبة ويكون محتواه متاحاً لها جميعاً.