(1)
الفلسفة تقول «من أنت؟»
اسأل؛ فالسؤال يعني أن فكرك موجود. من أنت؟ من هؤلاء؟ لماذا نَحْنُ هنا؟ ولماذا نفعل هكذا؟ كيف نشأ الكون؟
وكثير من الأسئلة. ويبقى أهم الأسئلة بالنسبة لعقلي «المحفوف بالأسئلة» مَن أنا؟ مَن أنت؟
جملة يتبعها استفهام، وإذ لم أجد إجابة فليس هناك سؤال بالأصل. أتصور أن الأسئلة التي لا نجد لها إجابة هي غير مرئيّة، وهل هذا يعني ألا نسأل؟ بالطبع «لا».
فالمرء نتيجة أسئلته وأفكاره.
العقول البشرية تعبت من كثرة التلقين. يحصل المرء على كل شيء جاهز حتى أصبحت العقول لا تعمل. وهذا بحد ذاته إحدى كبرى المشاكل التي تواجه البشرية.
وألا يعرف المرء إجابة عمَّن هو فهذه معضلة عظيمة!
ليس سؤالًا فلسفيًّا وحسب بل يتبعه أمور عدّة!
لِمَ أنت موجود؟!
أن تنتهي حياتك وأنت لا تعرف كيف تُعرّف بنفسك فهذا يعني أنك كالجمادات؛ ليس لك أي تأثير. فقط شغلت حيزًا كبيرًا في هذا الفضاء.
على الإنسان قبل أن يموت أن يجد صورة تعريفية جيّدة لنفسه، ويترجمها على أرض الواقع. وهذا لا يمنع أن يكتب على قبره مَن هو! لأنه يجب أن يعرف الأحياء من بعده أن عبر زمن مضى مرّ إنسان من هنا، يعرفُ جيّدًا من هو، وعمل وفقًا لذلك.
(2)
منديل الحزن
عليك أن تُصبح أكثر إيجابية، ابتسم، لا تحزن.. والكثير الكثير من الكلمات والجمل سهلة التعبير عميقة المعنى، ولا أحد يدرك ذلك.
أن أبكي على الرصيف ثم تأتي وتربت على كتفي لأتوقف فهذا لا يكفي لكي أنشف دمعي بالمنديل المخبأ داخل جيبي!
أن تردد على مسامعي كلمات إيجابية ظنًا منك أنك تساعدني فأنت مخطئ!
ثمة جروح عميقة، لا أحد يستطيع أن يلمسها بهذه السهولة، وللآلام والخيبات احترام، يجب أن لا أحد يستهين بها!
أخبرني بأن إجهاشي بالبكاء نجاة بدلاً من أن تطلب مني أن أتوقف!
كل الأشياء المرّة التي نمرّ بها ليست بهذه السهولة، بل هي كبيرة وعميقة جدًّا، الخروج منها يتطلب وقتًا وجهدًا، وبعض التعابير من المحيطين بك قد تجعل أوجاعك تزداد.
هناك فئة لا أصنفها كبيرة ولا صغيره؛ لأنني لم أُجرِ إحصائية لذلك، ولكن الواضح أمامي أن لا أحد يفهم ذبول عينيك، ولا سواد ما تحتها؛ فالجميع يتعامل معك وكأنك آلة توجَّه لتطبق المطلوب فقط.
البشر لا يعرفون كيفية التعامل مع بعضهم، ولا يفهمون طبيعتهم.
لذا حين يزورك الشجن سيقولون لك ابتسم للتخطي. والحقيقة تقول مارس كل ما يؤلمك، لا تخرج منها بسرعة، أعطها حقها، وهذه هي الحياة؛ إذا لم تؤلمك لن تفرحك.
** **
- ريوف الفيصل