** هو المعنى ... وان تعددت الصور.. وتشكلت الملامح ... يبقى لكل شيء رمز، ولكل رمز دلالة تعني ... وتُفهم وتفسر ...
للحياة رمز، للأنس رمز، وللمزهرية رمز .... المزهرية تشكل إيحاءات ... محاكاة.. بث إحساس ورسم لون وتشكيل لوحات تتماهى مع الحاله ... مع الهاجس وطقوسه..
تأتي المزهرية بريشة ولون
مهندس الكلمة، الأمير البدر، يطل علينا، بنص مؤثر، تتسامى فيه مشاعر الأسى، ترتقي، لتسمو فوق هام الحزن، وتهيئك لاستيعاب كل ألوان الوجع عندما يقول (ما لهذا الحزن آخر)
وأخطبوط العود - في المزهرية - ما أن يبدأ يلاعب الأوتار إلا وتنهض الجراح
*(صدفة وحدة جمعتنا) حينما يفاجئك القدر صدفة، بالموعد الحلم، أو ما كنت تظنه حديث نفس أو وهم، وتتمتم لمن سكنت الخيال قبل اللقاء (صدفة) (شوفي وشلون الصدف) (التقينا بمدينة)وتربصت لفراقنا (ألف مينا)
صدفة ... تبدو جميلة، أول وهلة ... ولم يخطر ببالك أنها ستثـقلك – فيما بعد – بكل هذا الحزن
يختلط عليك الأمر ... أهي (محاسن الصدف) أم كمن يقول:
ما جال في خاطري أن أحب
ولكنها سيئات الصدف
*حينما يعزف، عبادي الجوهر - سفير الحزن - يتقمص القصيدة، يعيش المعاناة، وكأنه المعني بكل كلمة وبالتالي ينقل ذلك الإحساس للمستمع حتى لتبدأ الجراح بالحضور على التوالي
*يسترسل في العزف ليبلغ النزف مداه، كأنه - بذريعة الطرب - يستجوبك .... بماذا تحلم أيها العاشق .... يحرض ذاكرتك لهطول أوجاعها:
كنت احلم لما ناديتك بسافر
مع عيونك في شعاع الفجر باكر
والله اعلم أني صادق
كنت احلم اني عاشق
لا أخاف ولا أضيع.. ولا أفارق
يا لها من براءة، وأحلام متواضعة ، وردية ..... تظن - حينما تحب - أن تطرب الدنيا لعشقك، فتهتز الأغصان المورقة وتحلق العصافير مغردة، (والله أعلم أني صادق) لكن (ويش أقول) (وأنا خانتني العواصف والفصول).
*(آه ... يا تعب المسافر) أيها الشاعر، المسافر، ليتك غيرت وجهتك، أما وجدت غير (أراضي الجرح ... ودمع المحاجر) أما علمت أن (ما لهذا الحزن آخر)
(وفي اللحظة الأخيرة) تماهياً مع الحزن (لي كلمة أخيرة) ونحن نهزج للحزن تراتيل البكاء، نصبها في شرايين الجسد، وأوردة القلب، ( اغفري لي ابتسامي.. قبل جرحي
حاولي تنسي كلامي.. قبل صمتي) فـ (ما لهذا الجرح آخر) (يا أعز الناس أنتِ)
*صدفة.. كأنها سحابة هم.. تمطر وابلا ًمن الأسى، فلا تملك إلا أن تلملم جراحك متأهباً للرحيل فقد ... (كانت الرحلة حزينة) موجعة أليمة (للأسف).
** **
- نورا العلي