هل تعرفون (بوزو)؟
هو أحد الأعمال الكارتونية التي حظيت بها طفولتي السعيدة، يحكي مغامرات مهرج ينشر السعادة بين الأطفال.
بقيت الصورة الذهنية لـ(بوزو) حاضرة في ذهن الجيل الذي عاصره وفي ذهن أجيال ما زالت تحتفظ بانطباع السعادة ما أن ترى مهرجًا، حتى أن حفلات الأطفال حتى الآن نجلب لها المهرجين وقد لطخوا الأصباغ السعيدة على وجوههم بغرض جلب البهجة ونشر السعادة في احتفالاتهم.
فما الذي حدث الآن حتى نشوه هذه الصورة؟ لِمَ تجتهد الأعمال السينمائية في تحطيم ذكرياتنا، بجعل المهرج يجسد دور الشرير القاتل؟
سلسلة من الأفلام التي لاقت رواجًا كفيلم (الجوكر) وفيلم (تشَكي) وكذلك (إت). في هذه الأفلام الثلاثة وربما غيرها وجدنا بأن مصدر السعادة هو الخطر فـ (الجوكر) هو قاتل معتوه معتل العقل، و(تشَكي) ليست سوى دمية قاتلة، وفي (إت) القتلة هم المهرجون. مثل هذه الأفلام تتغلغل في اللاوعي وتنتزع (بوزو اللطيف) لتزرع بدلاً منه (بوزو قاتل). حتى الدُمى والتي يفترض أن تكون معززًا نفسيًا إيجابيًا للأطفال، ستغدو تجسيدًا للرعب بسبب فيلم!
لست محاربة للخيال ولا الإبداع لكن الإنسانية صارت في خطر، وينبغي تعزيزها من جديد في أنفس البشر. فلِمَ لا نبقي على رموزنا السعيدة بعيدًا عن متناول الرعب؟ لا أحاول في مقالي هذا محاربة هذه الأفلام فقد استمتعت ذات يوم بمشاهدة (تشكي)، وأعجبني (الجوكر) جدًا، فقد أبدع الممثل في تقمص الشخصية للحد الذي بالغنا في تصديقها حد اليقين بأنه سينتحر كما فعل (الجوكر) الأول. كل ما يزعجني هو عزيزي (بوزو)، والذي ما زلت أعاود البحث عن حلقاته كلما زارني حنين الطفولة، يزعجني التعدي على ذاكرتي ومحبتي للمهرجين. ولا يسعني إلا أن أقول: (وداعًا عزيزي بوزو) ارقد بسلام، فصورتك السعيدة قد شُوهت.
** **
- حنان القعود
@hananauthor