م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. الكُتّاب ثلاثة: أولهم الموظف الكاتب الذي يكتب الخطابات الرسمية والتقارير العملية.. وتشمل كل من كتب من قوائم المقاضي المنزلية إلى تغريدات تويتر.. وثانيهم الكاتب الهاوي وهو الذي يكتب حباً في الكتابة وهو غالباً قارئ جيد.. ويتحول مع الزمن إلى كاتب محترف رغم أنه يعمل في مهنة أخرى ولكنه يكتب من باب الهواية.. وهؤلاء هم الأغلبية من الكتّاب الكبار.. والنوع الثالث وهم الذين امتهنوا مهنة الكتابة لتكون مصدر دخلهم وعملهم الوحيد مثل كتاب الصحف والوسائل الإعلامية.
2. يصف أحد الناشرين الكاتب غير المنضبط بأن في رأسه مقبرة واسعة تضم آلاف الأفكار التي لم يكتبها.. وتضم أدراج مكتبه عشرات النصوص التي لم تكتمل.. ثم يضيف أن الكاتب الذي لا يعمل إلا تحت ضغط ولا ينجز إلا بعد متابعة كاتب ناقص الأهلية.. يفتقر إلى ذلك المكون الأساسي في شخصية الكاتب الحقيقي ممثلاً في الشغف.
3. شغف الكتابة شديد الأهمية في حياة من يمارس الكتابة.. فيه يصقل الكاتب المبتدئ موهبته.. وبه يتجاوز مشقة التفكير في موضوعه.. ومن خلاله يصنع روتينه اليومي الذي يجعل منه كاتباً معتبراً يعتد بكتابته.
4. الكاتب المبدع يحتاج إلى دافع ومحفز.. لذلك لا بد أن يكون شغوفاً بما يعمل.. لديه أمل بالوصول إلى مكان يريده.. ويخاف من أن يضيع عمره ولم يحقق ما يريد.. إذ لا بد للإبداع من تكامل المشاعر الثلاث: الشغف والخوف والأمل.
5. بعد الانتهاء من الكتابة تبدأ لدى الكاتب مرحلة الرقيب الذاتي الذي يتفحص الفكرة والصياغة والتدقيق.. في البدايات يكون الرقيب الداخلي لدى الكاتب أضعف وأكثر مرونة.. ثم مع تقدم الخبرات تزداد قوة الرقيب وتضعف المرونة.. فكلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة كما يقولون.
6. الكتابة بالنسبة للكاتب أشبه بالمرافعة القضائية أمام قارئ هو في مقام القاضي.. والكاتب خلال مرافعته لا يمكنه تغيير الحقائق.. لكن يمكنه تنظيمها بشكل منطقي مقنع يدعم موقفه حتى يحكم له القارئ من الزاوية التي يريدها الكاتب.