علي الصحن
كسب الهلال مواجهة الذهاب أمام السد القطري بنتيجة مريحة على الورق، لكنها أتعبته وأنهكته في الميدان، والسبب هو الأحاديث والترشيحات التي تلت الفوز الكبير، وصيرت الفريق بطلاً ومازال في منتصف الطريق، وجعلته في القمة وهو يحث الخطى سعياً للوصول إليها.
الغريب أن ذلك لم يصدر من مشجعين تملؤهم الحماسة، ولا من كتابات على منصات التواصل الاجتماعي قد تفتقد للخبرة، بل مِن مَن يشار إليهم كمحللين متخصصين، ونقاد حصريين، وضعوا الهلال في النهائي قبل لقاء الرد، بل وذهبوا إلى أبعد من ذلك فأصبحوا يتحدثون عن الفريق المنافس في النهائي، وكشف نقاط الضعف والقوة فيه، وكيف يمكن تجاوزه!!
جاءت مباراة الهلال والسد في الرياض لتكشف الهلال بجلاء، وقدمت كل أوجه القصور فيه، وأكدت أن الفريق لم يصل للنضج الفني بعد، وأنه به من المثالب ما فيه، ثم جاء الديربي ليكشف المزيد، ويقول إن فريقاً تهز شباكه ست مرات في لقاءين، بحاجة إلى نظر وتبصر ودراسة قبل أن يذهب إلى النهائي الآسيوي.
قلت هنا في السادس والعشرين من سبتمبر الماضي: «الحقيقة أن الفريق لم يحقق شيئا ًحتى الآن، وإنه وإن تصدَّر الدوري وبلغ نصف النهائي الآسيوي فما زال في البداية، وأن به ما به من المشاكل الفنية، وأنه يحتاج إلى الكثير حتى يصل إلى ما يريده أنصاره، ويكفل له تحقيق أهدافه، وأن على إدارته وجهازه الفني ولاعبيه ألا يصدقوا حكاية أن الفريق هو الأفضل، حتى لا يجد نفسه في نهاية الطريق وقد خسر كل شيء»و»القارئ للفريق يكتشف أنه يعاني من مشاكل عدة يجب أن يتنبه لها القائمون عليه، قبل أن يذوب كل شيء، فالفريق لم يواجه حتى اليوم الفريق القوي المتكامل، فكل الفرق التي واجهها إما من فرق الوسط أو الحديثة عهد بالدوري (أبها/ الرائد/ الفيحاء) أو من فرق لديها مشاكل فنية (الاتحاد)، فيما فاز الفريق على الأهلي وخسر منه أيضاً في ربع النهائي الآسيوي. في مباراة الفيحاء تبين أن مشكلة الدفاع ما زالت موجودة، وأن قدرة الفريق على المحافظة على تقدمه حتى النهاية ما زالت محل شك، وأن تدخلات المدرب ربما تسير بالفريق عكس الاتجاه الذي يريد «اليوم تأكد الهلاليون أن دفاعهم يعاني من مشاكل، مشاكل في الأسماء، ومشاكل في التنظيم، وأنه يتقدم ثم يخسر (!!) وهذه جديدة على الفريق، الذي عُرف بأنه قد يتأخر فيقلب الطاولة على منافسه، تماماً كما فعل في لقاءي الذهاب في ثمن ونصف النهائي الآسيوي.
وتأكد الهلاليون أن تدخلات مدربهم قد لا تكون في صالح الفريق، وأن تغييراته لا تغير من الواقع شيئاً، وهذا قد يعني أنه لا يُناقش في قراراته أو أنه لم يجد من يناقشه أصلاً!!
رب قائل يقول: إن الفريق دخل أجواء النهائي فور نهاية مباراة السد الأولى، وأن اللاعبين في لقاءي الرد والديربي مشغولون ذهنياً بالنهائي، وأنهم جراء ذلك يخشون الالتحامات القوية خشية إنذار أو إصابة تمنع المشاركة، وأن عقل اللاعب الباطن ربما سيره من حيث لا يعلم في هذا الجانب، وأقول: هذا رأي ممكن ولعل الأمر كذلك بالفعل.
الآن ضاق الوقت ولم يعد قبل النهائي القاري متسع منه لبحث احتياجات الفريق، الآن نحن أمام واقع يجب أن نتعامل معه، وأن نسير الأمور وفق المعطيات المتاحة.
أخيراً لابد من الإشارة إلى أن الفريق يملك لاعبين مؤهلين ولديهم الخبرة لتجاوز حتى أخطاء مدربهم، وأن للنهائي ظروفه المختلفة، وأجواءه الخاصة، وأن تفاصيل صغيرة جداً قد تغير كل شيء وتنسف جميع المعطيات السابقة للصافرة الأولى.