د. حسن بن فهد الهويمل
الحضارات تتخلق كما الإنسان، تتنزل منجمة، لا مكتملة.
وانحسار أي حضارة لا يعني زوالها من الوجود، بل تذوب في الحضارة الخلف، كما الأسد مجموعة من خراف مهضومة، وكل أشياء البديل فرضيات، قد تتحول إلى نظريات، وكل نظرية تنطوي على مجموعة من المصطلحات.
قد لا تكون دقيقة، ولا محررة، ولكنها تفرض وجودها، وتتحول إلى إشكالية.. يظل المختصمون حولها في جدل يتنامى مع الزمن.
فلو نظرنا مثلاً إلى مصطلحات النقد الأدبي، لتبدت لنا إشكاليات متنامية.
خذ على سبيل المثال مصطلح (الشعرية)؛ إنه مصطلح مفتوح، لأنه لا يتوفر على شرط (الجمع والمنع).
فالذين رفضوا (العمودية) بضوابطها عند (المرزوقي) في مقدمته الشهيرة، التي أسست لمصطح الشعر، طرحوا مصطلح (الشعرية) المنطلق من السمة اللغوية، وهو مصطلح مُشكل كمصطلح (الأدبية) و(الفحولة) وكلها مصطلحات تراثية لم تحرر.
(النقد الحديث) في ظل المناهج اللغوية الحديثة تناسلت في عالمه مصطلحات تعرف منها، وتنكر، وهي مصطلحات عائمه، ومربكة، وأكثر النقاد عرفوها ثقافة، لا تخصصاً، وعن طريق الترجمة، لا من اللغة الأصل.
المغاربة تلقوها مباشرة، فكانوا الأدق. والمشارقة تلقوها من الوسيط لا من الأصل، إلا من أتيح له الابتعاث، وتلقي النظريات، والمناهج من مصادره. كالدكتور (حمزة المزيني).
كثير من المصطلحات لم ترق إلى مستوى ضوابط المصطلح، الجامعة المانعة بل ظلت فرضيات، هذا الانفتاح، والتسامح خلط الأوراق، وأضاع السبيل القاصد.
هناك جهود للتأصيل، والتحرير، تولاها معجميون، ولكن المشوار طويل، وسك المصطلحات في تنامٍ عشوائي.
المعجمة رغم تواضعها خففت من الإشكالية، كما أن وسائل الاتصال بالمواقع العلمية أتاحت الفرصة للوصول إلى المعلومة بيسر، ولكنها معلومة مجهولة المصدر، وقد لا تكون دقيقة.
نحن بحاجة إلى مركز معلومات مصطلحية، يؤرخ للمصطلح، ويحرر مسائله، ويؤصل معارفه، ويحدد مفاهيمه..!