فهد الحوشاني
بحسب الإحصائيات المعلنة، فإن أكثر من 40 % من الزيجات تؤول إلى الانفصال، معدلات الطلاق في المملكة، تتسارع بشكل ملفت، يقابلها مؤشرات انخفاض في معدلات الإقبال على الزواج!!
تقع النسبة الأعلى في الطلاق بين من هم أعمارهم بين سن 25 و39 سنة، ورغم أنها نسبة مقلقة وتستدعي إجراء الدراسات الاجتماعية المستفيضة للحد من هذه الظاهرة التي تهدد البنيان الأسري والاجتماعي، إلا أننا لم نسمع ردود أفعال تستحق الذكر من أية جهة لاحتواء هذه الأزمة الاجتماعية ومحاولة مواجهتها!
ويبدو أن جيل الشباب لم يهيأ إطلاقا للشراكة المنتظرة فهم يرتبطون وليس في مخيلتهم أهداف واقعية محددة وليس في مخططهم الاندماج كل مع نصفه الآخر والعمل على تشكيل ثنائي حقيقي لبناء أسرة وربما لا يعرفون بشكل دقيق المعنى الصحيح لمفهوم زواج أو أسرة، ففي البيوت التي تتشكل حديثا يغيب الحوار والمناقشة الهادئة ومعرفة كل منهما لحقوقه وواجباته، وحل المشكلات بعيدا عن تدخلات الأهل والتي تمثل للأسف نسبة مهمة من أسباب الطلاق!
ومع أن هناك أسبابا متعددة لمثل هذه الانفصالات الزوجية (العبثية) أحيانا إلا أن الآباء والأمهات عليهم مسؤولية أساسية فهم يدخلون أبناءهم إلى القفص باحتفالية ومظاهر وتكاليف مادية مبالغ فيها في كثير من الأحيان على حساب الاهتمام بتنمية الجانب الديني والإنساني والاجتماعي لدى الشاب أو الشابة، كما أنهم لا يستبقون الأحداث ويقومون بتبصيرهم بما يمكن أن يقابلهما في تلك الرحلة التي سيقطعانها بعيدا عن الأهل، فكثيرا ما تتعثر الرحلة عند أولى تجارب الاحتكاك الفعلي مع الواقع، لأن بعض الشباب لم يتعودوا قبل الزواج أن يتحملوا أدنى مسؤولية بسبب عدم ممارستهم أي دور في البيت.
فهم اتكاليون مخدومون طوال الوقت وهذه إحدى أساليب التربية الخاطئة التي يمارسها بعض الآباء بأن يقوم بنفسه بكل شيء نيابة عن ابنه! أولئك الصنف من الشباب هم المرشحون بجدارة للفشل، فبعد أن تنقضي الأشهر الأولى للزواج يجد نفسه وجها لوجه مع واقع جديد له متطلباته ومسؤولياته التي لم يتعود عليها ولا يستطيع التعايش معها.
ومن المهم أن يتلق الشاب والشابة دروسا في الحقوق والواجبات وكيفية تعامل كل مع الآخر، ليكون الزوج والزوجة على دراية بماهية الزواج ومتطلباته وبأن الطلاق ليس هو أول الحلول التي يمكن أن يلجأ إليه أحد الطرفين عند حدوث أتفه المشاكل كما نقرأ هذه الأيام! نسبة الطلاق المعلنة خطيرة جدا وتحتم علينا تنفيذ إجراءات جادة وعملية لتخفيضها - لتعود إلى معدلها الطبيعي!!