خالد بن حمد المالك
(جب لي مثل واحد، جب لي مش ادعاءات، مش اتهامات، مش حكي بالهوا، جب لي مثل واحد اتدخلت فيه إيران بلبنان، مثل واحد، مع دليل مع دليل - حسن نصر الله).
* *
(نحن يا خيي على رأس السطح، موازنة حزب الله، وامعاشاته، ومصاريفه، وأكله، وشربه، واسلاحه وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران - حسن نصر الله).
* *
(مشروعنا الذي لا خيار لنا أن نتبنى غيره، كوننا مؤمنين عقائديين، هو مشروع دولة الإسلامية، وحكم الإسلام، وأن يكون لبنان ليس جمهورية إسلامية واحدة، وإنما جزء من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه الإمام الخميني - حسن نصر الله).
* *
هذا الكلام ليس كلامي ولا كلام غيري، وإنما هو كلام قديم متداول على منصات التواصل الاجتماعي، وموثق بصوت أمين حزب الله حسن نصر الله، بما لا مجال أمامه لنفيه، أو المناورة للهروب من خيانته للبنان وللعالم العربي، ومن تبعيته لإيران، حتى وإن قال إن إيران لا تتدخل في لبنان، وأنه يريد مثالاً واحداً على صحة ذلك، وليس ادعاءات، ولا اتهامات، أو حكي بالهواء، دون أن تسعفه ذاكرته المثقوبة بأن أبلغ إثبات، هو ما تحدث به شخصيًا، وبصوته في أكثر من مناسبة، إلى درجة انغماسه في وحل العمالة لإيران، وليس فقط أن حزب الله يسهِّل لولاية الفقيه العبث بلبنان، وإكراه المواطنين على إملاءات طهران.
* *
كلام حسن نصر الله يضعنا أمام مؤامرة أكبر من أن إيران تتدخل أو لا تتدخل في شؤون لبنان، ففي النصوص المقتطعة من خطابات أمين حزب الله ما يدينه، ويضعه على رأس المتآمرين على لبنان، فهو بصوته لا يريد أن يكون لبنان جمهورية إسلامية واحدة، وإنما يريده أن يكون جزءًا من الجمهورية الإسلامية الكبرى التي يحكمها صاحب الزمان ونائبه بالحق الولي الفقيه في إيران.
* *
أريد أن أسأل: هل هناك أكثر من هذه الإملاءات الإيرانية الوقحة التي يمهِّد بها حزب الله لاختطاف الدولة اللبنانية كما يدعو إلى ذلك أمين حزب الله، وضمها للإمبراطورية الفارسية، وأن هذا مشروع لا خيار غيره أمام حزب الله وأمينه العام، وهل هناك كلام خطير كهذا بما يصعب على اللبنانيين الشرفاء القبول به، أو التسامح معه، أو التفكير بغير الرفض الكامل لكل ما يمس استقلال وسيادة لبنان.
* *
هل يريد حسن نصر الله مثالاً آخر على تدخل إيران في الشأن اللبناني ومن كلامه وبصوته أيضًا، هاهو نصر الله نفسه يقول نصًا: موازنة حزب الله، ومعاشاته، ومصاريفه، وأكله، وشربه، وسلاحه، وصواريخه من الجمهورية الإسلامية في إيران، أي أن طهران لتحقيق أهدافها في لبنان، تعتمد في ذلك على حزب الله، وتصرف عليه بما يلبي حاجته من: الأكل، والشرب، والمعاشات، والسلاح، والصواريخ، ليكون في جهوزية عالية في ضرب أي تحرك لبناني شعبي يرفض التبعية لإيران، وعدم التسليم بإملاءاتها، في عمل مكشوف يقول أمين حزب الله - دون تردد - إنه يعلنها على السطح وعلى المكشوف.
* *
ما تستغربه أن يقبل الرئيس اللبناني ميشيل عون هذا التوجه الفارسي من حزب الله، وأن يضع يده في يد أمينه العام حسن نصر الله، وأن يتجاهل الرئيس اللبناني ما أعلنه نظام ولاية الفقيه من طهران بأن بيروت أصبحت واحدة من العواصم الإيرانية، ولا يحرك ساكنًا وهو رئيس لبنان، بينما ينتفض الشارع لتحرير البلاد من سطوة حزب الله الذي أوصل لبنان إلى الوضع المأساوي الذي يعيشه الآن بعد أن تخلى رئيس لبنان عن دوره ومسؤوليته.