«الجزيرة» - الاقتصاد:
أكد لـ«الجزيرة» أكاديمي ومختص اقتصادي أن طرح جزء من أسهم شركة «أرامكو السعودية» للاكتتاب العام في السوق المالية السعودية يأتي منزلة صفحة جديدة في الاقتصاد العالمي ورسم سياسته المستقبلية نتيجة الثقة الكبيرة بأرامكو وحكومة المملكة، لافتا إلى أنه سيكون لأسهم الشركة قوة كبيرة تدفع سوق الأسهم السعودي والمؤشرات الاقتصادية للاتجاه الإيجابي الربحي على الأقل في المتوسط القريب للأعوام الأربعة المقبلة قبل أن يستحوذ السهم على ثقة المستثمرين، فيما سيوفر هذا الاكتتاب سيولة مالية كبيرة في مشاريع كبيرة تقع ضمن رؤية 2030 دون أن تستهلك السعودية مواردها الذاتية في صندوق الاستثمارات العامة، ويمثل انفتاحا كبيرا في أسواق المال العالمية.
وقال الدكتور عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب الأستاذ بجامعة أم القرى إن ربحية الاستثمار الكمي التي تعتمد على الاستثمارات قصيرة الأمد بدأت بالتلاشي بسرعة، ما يجبر الصناديق على بحث لا ينتهي عن منتجات جديدة، مبينا أن المستثمرين يعتبرون أن اكتتاب أرامكو يكون قد فتح فرصاً أكثر ثراء للمستثمرين من ذوي الأفق الأطول، وحاليا لا يوجد طرح ثان في بورصة أجنبية بعدما جرى الحديث طوال سنوات عن طرح ثنائي محلي ودولي وقد تكون هناك غنائم دسمة في الاستراتيجيات طويلة الأجل باعتبار الاستثمار في أرامكو استثمارا في قيمة الشركة.
وأردف الدكتور عبدالحفيظ محبوب: بدء عملاق النفط العالمي أرامكو إعلان خطوته الأولى في 3/11/2109 لبيع جزء من أسهمها في السوق السعودية لتجمع ما بين 20 و 40 مليار دولار سيكون الطرح على شريحتين إحداهما للمستثمرين والأخرى للمستثمرين الأفراد هو الأكبر في التاريخ والأكثر أهمية لخطة تنويع اقتصاد السعودية الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وأضاف: الاكتتاب لأكبر شركة تحقيقاً للأرباح على مستوى العالم هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد لرؤية المملكة 2030 من أجل استقطاب أموال لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح لتنويع مصادر الدخل وسيكون النفط محركاً اقتصادياً لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشار الأستاذ بجامعة أم القرى إلى أن إعلان اكتتاب أرامكو تجاوز الشركة لحادث الاعتداء على منشآتها النفطية في بقيق وخريص قبل 7 أسابيع من هذا الطرح في 14 سبتمبر 2109 والذي استطاعت الشركة في غضون أسبوعين العودة مرة أخرى إلى استعادة إنتاجها الذي توقف أكثر من نصفه بنحو أكثر من خمسة ملايين برميل يوميا زاد الثقة في الشركة وفي المملكة بحكم أنها أكبر مصدر لإمدادات الطاقة في العالم وهو مصدر موثوق يجب الدفاع عنه وفتح المجال أمام فرصة الشراكات العالمية في أكبر شركة عالمية للطاقة حيث توازي قيمتها أكثر من قيمة 10 شركات نفط وغاز مدرجة عالمية لثماني دول التي تبلغ 1.6 تريليون دولار حتى إغلاق 5 نوفمبر 2019 ولم يتم الإعلان عن قيمة شركة أرامكو قد تعادل قيمة هذه الشركات أو تفوق قيمتها.
وأكد الدكتور عبدالحفيظ أن تأخر الطرح الأولي بسبب خطط الشركة في عملية شراء حصة نسبتها 70 في المائة في عملاق صناعة البتروكيماويات الأساسية (سابك) ولأول مرة تقوم الشركة بالإفصاح عن أوضاعها المالية بما في ذلك ربح صاف بقيمة 111 مليار دولار وأعلنت عن الأشهر التسعة من 2019 عن صافي ربح قوامه 68 مليار دولار المنتهية في 30 سبتمبر فيما بلغت الإيرادات 244 مليار دولار وهو ما يزيد بأكثر من الثلث على مجموع الأرباح الصافية للشركات الخمس الكبرى (إكسون موبيل، رويال داتش شل، وبي بي، وشيفرون، وتوتال). وقال: تنوي الشركة عن توزيع أرباح بقيمة 75 مليار دولار على الأقل في 2020 وهو ما يعني عائداً للسهم قدره 5 في المائة في حال تقييم الشركة عند 1.5 تريليون دولار وهناك نحو 12 بنكاً يديرون عملية الطرح الضخمة من بين هذه البنوك سيتي جروب وكريدي سويس وجولد ساكس وإتش إس بي سي وجيه بي مورجان والأهلي كابيتال وسامبا كابيتال للأصول وإدارة الاستثمار كمستشارين ماليين ومنسقين عالميين ومديرين مشتركين للدفاتر وعينت الشركة الراجحي المالية والمجموعة المالية هيرميس والرياض المالية والسعودي الفرنسي كابيتال مديرين محليين للدفاتر.