د.شريف بن محمد الأتربي
على مدار عقود مضت اقتصرت حفلات التكريم للشخصيات البارزة في المجتمع على كافة الأصعدة على الدعوات الشخصية لفئات أو أفراد معينين ليأتي موسم الرياض بقيادة المبدع معالي رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ ليجعل من هذه الحفلات ليالي من أجمل ليالي الرياض، بل من أجمل ليالي المملكة.
كلما مرت الأيام على موسم الرياض يتوقع البعض أن ما قُدم خلال الأيام الفائتة هو أفضل ما لدى هيئة الترفيه لتفاجئنا الهيئة وقائدها بإبداعات جديدة لنجوم بارزة في المجتمع إعادتهم بأعمالهم الرائعة والمبهرة إلى قمة العطاء والتكريم الذي يستحقونه وما كانوا عنه ببعيدين.
فهذه ليلة البدر وهذه ليلة عبدالرحمن بن مساعد وليلة سهم وليلة السندباد، هذه ليالي تجملت فيها الرياض وحُشد لها قامات فنية رائعة ما بين الكلمات التي جاوزت نصف قرن وما بين شعر أطرب سامعيه وألحان غزت بإتقانها مشاعر دفينة، ومع السندباد تجولت القلوب قبل العقول في مقامات الغناء الرائع للماجد راشد الماجد.
ففي ليلة طربية للسندباد (راشد الماجد) الذي امتدت مسيرته الفنية لأكثر من ثلاثين عامًا اجتمعت فيها أركان الأغنية كلها، خاصة بعد نجاح حفلته الأخيرة ضمن «موسم جدة»، التي كانت أبرز حفلة في موسمها، وصدح فيها راشد على مدى أربع ساعات متواصلة بأجمل أغنياته وسط تفاعل كبير من الجمهور الغفير الذي حضرها، وشكَّل كعادته الرقم الأصعب والأكبر في الحفلات الخليجية والعربية.
وفي ليلة (عبدالرحمن بن مساعد) شارك مجموعة من الفنانين والفنانات الذين تغنوا من أشعاره خلال مراحل عديدة من مشواره مع الكتابة الغنائية والتلحين، منهم القامة محمد عبده، وعبادي الجوهر. كما ألقى الشاعر مجموعة من قصائده المعروفة، وخصوصًا القصائد المغناة، إضافة إلى قصائد جديدة.
وفي ليلة البدر (بدر بن عبدالمحسن) والمعروفة باسم «نصف قرن والبدر مكتمل» حيث تم تكريم البدر على عطائه الذي امتد لأكثر من خمسين عامًا، وغني فنان العرب محمد عبده الذي اجتمع مع البدر في أكثر من ثلاثين عملاً فنيًا طيلة العقود الماضية مسجلة نجاحًا مبهرًا وتأتي في مقدمتها (أبعتذر) وتوالت بعدها الروائع «صوتك يناديني، والرسايل، وردي سلامي، وجمرة غضب، ولا تجرحيني، ومركب الهند، ومجنونها، ووين أحب الليلة».
وفي ليلة سهم اجتمع عدد من كبار نجوم الأغنية العربية والخليجية في بوليفارد الرياض وعلى مسرح محمد عبده، وهم أصالة، نوال الكويتية، ماجد المهندس، رابح صقر، إسماعيل مبارك وأميمة طالب، ليقدموا أجمل أعمالهم التي لحّنها المبدع «سهم».
لقد جاءت ليالي الرياض لتعيد للذاكرة ليالي جميلة كنا نضطر أن نسافر خارج المملكة لحضورها ونتكبد مشقة السفر والإقامة من أجل مشاهدة فنانينا الكبار والاستمتاع بكلمات وألحان تهفو القلوب لسماعها. شكرًا هيئة الترفيه وشكرًا معالي المستشار وعدت وأوفيت موسم الرياض غير.