حمّاد السالمي
استطاعت المملكة العربية السعودية مؤخرًا؛ نزع فتيل حرب أهلية كادت أن تنشب بين جنوب اليمن وشماله، بتحقيق اتفاقية الرياض بين انتقالي الجنوب والشرعية. وكانت المملكة وليس سواها قبل نصف قرن؛ قد حققت الصلح بين جمهوري اليمن وملكييه في الطائف. ثم هي اليوم تقود مقاومة عربية صرفة ضد الاحتلال الفارسي الصفوي الذي اجتاح العراق وسورية ولبنان ثم اليمن. حسنًا.. هل إن السعودية في كل هذه الجهود الكبيرة قديمها وجديدها؛ تعمل لصالح أمريكا..؟، أم لصالح روسيا وإسرائيل..؟!.. وحسب لغة الخطاب الإخواني والقومجي المعتاد والموجه ضد المملكة من عواصم عربية كثيرة؛ السعودية عميلة لمِنَ..؟!.
وجدت نفسي أردد ما تقدم؛ وأنا أتصفح سطورًا مضيئة لمواطن عربي جزائري نشرها قبل أسابيع في موقع إلكتروني مغمور، فأردت أن أشرككم في هذا الطرح المضيء من بلد المليون شهيد.
قال المواطن العربي الجزائري (بوكرع محمد)؛ لا فض فوه: (بكل صراحة؛ أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة، وذلك فيما يتعلق بأمور السياسة. لا أهمل أية كلمة تقال، ولا أيّ تصريح، بل حتى الصمت حين أظنه مريباً، أفكر في سببه.
فكرت -بجديّة عميقة- بكل طعونات الطاعنين في المملكة، سواء أكانوا (إخونج، أو مجوس، أو نصيرية، أو علمانيين، أو قومجيين، أو صوفية، أو ليبراليين). وبحثت بحثًا مضنيًا في تاريخ المملكة، ودققت بكل الطعونات والافتراءات التي تقول: إن (المملكة عميلة)..! لعلّي أجد مخرجًا من عزلة مخالفتي لكل أولئك الذين يطعنون بها.. كنت -أوانذاك- لا أكره حكامها ولا أحبهم، إلا أني كنت أحبها (فطرة)، وكنت أعتقد أن شعبها شعب الصحابة وأحفادهم، نسبًا وسلوكًا، ولا أطيق أن يذمهم أحد، كما أني كنت أعرف أنها محكومة بشرع الله.. ذاك كان كل ما أعرفه عنها وأشعر به تجاهها، ولكن.. وبعد طعونات الطاعنين، وبعد البحث فيها، تضخم حبي لها ولشعبها، وبت أحب حكّامها.. طعون الطاعنين في المملكة؛ جعلتني حائرًا، وبت أقول في نفسي: هكذا مملكة؛ بهكذا تاريخ؛ يا ترى.. ستكون عميلة لِمَن..؟..
* أتراها عميلة لأمريكا..؟..
- كيف.. وهي التي تحدّت أمريكا؛ وكسرت الحصار الذي فرضته على باكستان لثنيها عن مواصلة برنامجها النووي منذ عام 1998م حتى عام 2000م، وذلك من خلال تزويد باكستان بـ 50 ألف برميل نفط يوميًا. كيف تكون عميلة لأمريكا؛ وهي التي تحدّتها بعد الإطاحة بحكم الإخونج؛ ودعمت مصر سياسيًا واقتصاديًا بأكثر من 90 مليار دولار..؟..
* أتراها عميلة لفرنسا..؟..
- كيف.. وهي تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التي ساندت الجزائر في ثورتها ضد الاحتلال الفرنسي..؟.
* أتراها عميلة لإسرائيل..؟..
- كيف.. وهي التي ساندت مصر وسورية بقواتها وطائراتها، واستقدمت طيارين باكستانيين في حرب أكتوبر 1973م، وقطعت النفط عن العالم..؟.
* أتراها عميلة لروسيا..؟..
- كيف.. وهي التي أذلتها في أفغانستان..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي تحارب البعثات التبشيرية النصرانية في إفريقيا وإندونيسيا..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي أوقفت الزحف الصفوي الرافضي في إفريقيا ونيجيريا وجزر القمر والفلبين وبنغلاديش..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي جعلها الله سببًا في انتشار الإسلام في قلب أوروبا الصليبية..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي أول دولة تفتتح مسجدًا ومركزًا إسلاميًا في أمريكا الجنوبية..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي تنفق 70 مليار ريال سنويًا في سبيل الدعوة إلى الله حول العالم.. وترجمت القرآن والسنة لأكثر من 150 لغة..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي تغيث وتدعم مسلمي الهند وبنغلاديش، وتصحح عقائدهم..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي تغيث أكثر من 5 ملايين لاجئ ونازح سوري في لبنان وتركيا والأردن والعراق وداخل سورية، وتعالجهم وتدرس أطفالهم..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي اليد الحانية على كل منكوب، واليد العطوفة على كل مقهور، واليد الكريمة لكل محروم، في الصومال والسودان وأفغانستان..؟.
* عميلة مَن..؟.. وهي التي يأتي إليها للعمل عمال هندوس ونصارى مشركين ووثنيين، فيرجع بعضهم من عندها موحدين مسلمين..؟.
* هل عرفتم..؟..
- أنا عرفت ولن أقول.. ولكني أقول وأنا بكامل قواي العقلية، أنا المدعو: بوكرع محمد؛ أقول: إني عدو لكل من يعاديها، وَمسالم لكل من يسالمها، وحبيب لكل من يحبها. وولائي لها؛ ولاء لله ورسوله والمؤمنين. قال الله -جلّ وعلا-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}.
* انتهى كلام المواطن العربي الجزائري.. وبقي أن أقول له بكل حب وإخلاص: شكرًا أيّها النبيل.. وبقي أن أقول كذلك: أن جملة المخونين والمشككين للمملكة من: (إخونج، ومجوس، ونصيرية، وعلمانيين، وقومجيين، وصوفية، وليبراليين) كما صنفهم (بوكرع محمد)؛ هم من بني يعرب، وهم يتفقون على حبهم لـ(أمريكا والغرب وإسرائيل وإيران وتركيا وروسيا)؛ ويتفقون كذلك على كرههم للمملكة العربية السعودية.. فهي في عرفهم الدولة العربية العميلة لـ(أمريكا والغرب وإسرائيل وإيران وتركيا وروسيا)..!.. فما أصدق شاعرنا العربي الذي قال:
لكل داءٍ دواءٌ يُستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها