فهد بن جليد
التحدي الكبير الذي واجهه منظمو حفل تدشين مشروع (بوابة الدرعية) هذا المساء, هو في كيفية كتابة قصة عن الدرعية أرض الملوك والأبطال وتقديمها بين يدي راعي الحفل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤرخ التاريخ, والقارئ النهم, والمرجع الفصل, ففي كل زاوية من زوايا الدرعية قصة وحدث, في ظني أنَّ مخرجي الحفل وكاتبيه ومنظميه نجحوا كثيراً في نسجها ضمن سيناريو مُتكامل, لتُشكل قصة من قصص تاريخنا السعودي المجيد سنستمتع هذا المساء بمُشاهدتها جميعاً, ضمن خمسة أجزاء رئيسة تُشكل عرضاً مسرحياً فريداً من نوعه, استخدمت فيه تقنيات عالمية للمرة الأولى في المنطقة, يتم فيه تحويل جدران حي طريف التاريخي إلى شاشة عرض تندمج فيها إضاءات العرض الرقمية والصور, مع الجمال والممثلين والمُؤدين على أرض الواقع في مزيج ساحر ومُبهر بين الإضاءة والصورة والعرض وقيمة المكان التاريخية, ناهيك عن الجزء الأول بمُحاكاة حياة أهل حي طريف في تلك الحقب الزمنية بملابسهم وأزيائهم وحياتهم, ليعيش ضيوف حفل تدشين بوابة الدرعية جزءا من الحياة التاريخية لأهل الدرعية في تلك الحقبة الزمنية التي تؤطر لتاريخ بلادنا المجيد, وتكون فرصة لاستكشاف التراث والتاريخ السعودي عن كثب وتجربة أسلوب الحياة التراثية في المملكة.
ولكون المواطن السعودي هو المحرك الرئيس وراء نجاح حفل تدشين هذا التاريخي, والجميل أنَّ هيئة تطوير بوابة الدرعية لم تكتفي بمنح السعوديين فرصة كتابة القصة وإدارة الحفل وتنظيمه, بل قامت بلفتة ذكية ذات قيمة معنوية كبيرة, عندما استقطبت أبناء وبنات أهالي أحياء الدرعية للمُشاركة في حفل التدشين, وليكونوا جزءاً من هذا المشروع التاريخي الحالم, كل بحسب قدراته وإمكاناته, بعد إخضاعهم لدورات تطويرية وتأهيلية مُكثفة لكيفية إدارة وتشغيل مثل هذه المُناسبات على يد مُتخصصين عالميين, وهو ما يعد نقلة نوعية وسابقة فريدة تُحسب للهيئة, وتؤطر لكيفية تفعيل المجتمع المحلي وجعلهم شريك رئيس في إنجاح المُناسبات, وفق رؤية المملكة 2030 التي تعتمد على بناء السواعد السعودية وتأهيلها.
الليلة موعودون بمُتابعة هذا الحدث التاريخي العالمي وكُلنا فخر كونه ينقل جزءاً مهماً من تاريخ بلادنا العظيم, يُروى أمام رجل التاريخ الأول سيدي خادم الحرمين الشريفين راعي الحفل, وبحضور مُلهم السعوديين وصانع مُستقبلهم ومُحقق أحلامهم سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- لنؤكد للعالم أنَّنا ننطلق من جديد نحو المُستقبل من قلب بلادنا, ومهد تاريخها, المكان الذي يفخر كل سعودي بالانتماء إليه.
وعلى دروب الخير نلتقي