«الجزيرة» - محمد العيدروس:
12 يوماً فقط تفصلنا عن انطلاقة أضخم منتدى إعلامي سعودي تشهده العاصمة الرياض لأول مرة. ويجتمع فيه ما يقارب ألف قيادي وإعلامي من مختلف دول العالم.
وتتأهب هيئة الصحفيين السعوديين التي ترعى المنتدى تحت شعار (صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات) بكافة تفاصيله لتحويله إلى أيقونة دولية لأكبر تجمع إعلامي على مستوى الشرق الأوسط.
ويؤكد مراقبون أن المنتدى بموضوعاته ومحاوره وجلساته في طريقه لسحب البساط بقوة من تجمعات ومنتديات إعلامية مشابهة في دول الجوار ليفرض نفسه كمحطة جذب مغرية للإعلاميين في كل مكان.. خاصة مع إعلانه عن جوائز ضخمة للإعلاميين السعوديين مصاحبة للمنتدى، إلى جانب ما سيتم الكشف عنه من مشروعات إعلامية ضخمة خلال فعاليات المنتدى.
أسماء مهمة تشارك
يؤكد محمد فهد الحارثي رئيس منتدى الإعلام السعودي أن المنتدى حرص على اختيار متحدثين يعكسون اهتمامات صناعة الإعلام في كل من المطبوع والرقمي والمرئي والمسموع والإنتاج والإعلان, حيث إن صناعة الإعلام أصبحت متداخلة وتتطلب فهماً كاملاً لقطاعاته المختلفة حتى تستطيع المنظومة أن تتنقل إلى العمل التكاملي في الإعلام.
وقال إن هناك مشاركات مهمة في المنتدى وسيتم الكشف قريبا عن أسماء المتحدثين الذين يتجاوز عددهم ستين متحدثا, إلا أنه كشف عن بعض الأسماء المشاركة ومنها: الشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي, والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار السعودي, والأستاذ تركي آل الشيخ رئيس الهيئة السعودية العامة للترفيه، والأستاذ أسامة نقلي سفير السعودية في مصر. كما يشارك الدكتور عبد الله الغذامي, والأستاذ سلمان الدوسري والدكتورة أمل الهزاني، والأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير عكاظ، والأستاذ نبيل بن يعقوب الحمر، مستشار جلالة ملك مملكة البحرين لشؤون الإعلام ووزير الإعلام اليمني معمر الارياني، والدكتور ضياء رشوان رئيس النقابة المصرية للصحافة، والكاتب الصحفي عماد الدين أديب. والأستاذة سوسن الشاعر.
رموز دولية في المنتدى
وأشار إلى أن إدارة المنتدى حرصت على وجود أسماء دولية منهم: ريتشارد بين من «بي بي سي» وبنجامين بارثي من جريدة اللوموند الفرنسية، وريتشارد سبنسر من التايمز البريطانية، وسارة ستيورات من وكالة ايه اف بي، ومانابو كيلجاو من أساهي شيبيمون اليابانية، ولاريسا عون من سكاي نيوز.
وقال إن القائمة تحفل بالمتحدثين من خبرات مختلفة وتجارب عالمية، وأضاف أن منتدى الإعلام السعودي الذي يعقد تحت شعار (صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات) سيكون تظاهرة سنوية تجمع الإعلاميين وتساهم في تطوير صناعة الإعلام في المنطقة.
عرض تجارب دولية ناجحة
وأوضح أن المملكة تشهد هذه الأيام حراكاً إعلامياً يتزامن مع التطورات الإيجابية في عدة اتجاهات اقتصادية وثقافية وإعلامية وترفيهية وغيره، ما دعا هيئة الصحفيين السعوديين للمبادرة إلى تنظيم منتدى الإعلام السعودي في نسخته الأولى في العاصمة الرياض، وقال إن المنتدى سيطرح القضايا التي تهم الصناعة الإعلامية وستكشف عن التجارب الناجحة دوليا لعرض تجاربها ضمن فعاليات المنتدى.
وقال الحارثي إن السعودية تلعب دوراً سياسياً واقتصادياً مؤثراً على الساحة الدولية لا بد أن يوازيه دور إعلامي مهم وفعال يتناسب مع مكانة السعودية وأهميتها، حيث تشهد المملكة تحولات اجتماعية نوعية مدفوعة برؤية المملكة 2030 الطموحة.
وشدّد على أن تعدد المنتديات في المنطقة عامل إيجابي في تطوير الصناعة ككل، وقال إن وجود منتدى دولي وجائزة إعلامية يعكس الصورة الإيجابية للتطور الحاصل في المجال الإعلامي داخل السعودية.
وأضاف أن حضور هذا الحشد من الإعلاميين يعطي فرصة للكفاءات المحلية للاستفادة من التجارب المختلفة، وفي نفس الوقت يساهم في بناء شبكة علاقات واسعة للإعلاميين في كل مكان. وقال إن المنتدى سيرصد الفرص الكامنة غير المحدودة التي خلقها الإعلام الجديد.
موضوعات المنتدى
وسيتناول المنتدى عدة موضوعات منها على سبيل المثال: مفهوم الإعلام الشامل الذي يتضمن كافة الجوانب والصناعات الإعلامية المصاحبة، مع عرض لجميع المدارس الإعلامية والصحفية من مختلف أنحاء العالم، وسيفتح المجال للحديث حول طرق تعزيز الانفتاح على الآخر وتبادل الثقافات والحضارات بين جميع المشاركين، مشيراً إلى أن هناك أهدافاً رئيسة لإقامة المنتدى منها أنه يوفر فرصة للاطلاع على التجارب العالمية والاتجاهات الحديثة في إنتاج المحتوى.
ملهم للآخرين
وبيّن الحارثي أنهم يأملون تحويل المنتدى السعودي إلى ملهمٍ للآخرين ومصدر لإنتاج المعرفة، وفرص لقاء حشد كبير من صناع الإعلام، وفتح مساحات عمل مشتركة، والتركيز على القيم والمبادئ الإعلامية التي تحفز على التسامح وتنبذ الكراهية. وهناك عدد من المحاور التي سيناقشها منتدى الإعلام السعودي منها واقع صناعة الإعلام وتحدياته. والمحتوى الإعلامي في البيئة الجديدة للاتصال، وكذلك صناعة التأثير، وتشكيل الرأي العام عبر العالم، وسيتطرق المنتدى لرأس المال البشري في البيئة الجديدة للإعلام، بالإضافة إلى الإعلام كقوة ناعمة ودوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات، وغيرها من المحاور الأخرى.
يوم تاريخي للإعلام السعودي
اعتبر رئيس هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك الحدث يوما تاريخيا بامتياز للهيئة والإعلام السعودي لأن يكون هناك تجمع عالمي في المملكة العربية السعودية. وهذان الحدثان المهمان دعمهما وساندهما معالي وزير الإعلام الأستاذ تركي الشبانة. وهذا سوف يسجَّل للهيئة في تاريخها بأنها قامت بمثل هذا العمل، وسوف يترك هذا الإنجاز الكبير أثره على الإعلام، ليس في المملكة بل في العالم في الحاضر والمستقبل. ونحن نقدر لوزارة الإعلام ومعالي الوزير هذه الثقة التي أعطاها للهيئة لتنظيم مثل هذا المنتدى العالمي الذي سوف يعكس ما وصلت إليه المملكة من تطور وتقدم في المجالات كافة.
مبادرة غير مسبوقة
وأوضح المالك قائلاً: إن هذه المبادرة الإعلامية غير مسبوقة على مستوى المملكة، وتنسجم مع التحولات الكبرى التي تشهدها على أكثر من صعيد، وتفسح المجال أمام الهيئة بوصفها منظمة مجتمع مدني لتنظيم منتدى سعودي بحضور عالمي لمناقشة القضايا والموضوعات المثارة حول صناعة الإعلام، وجائزة سعودية، تعزز من التنافسية وحرية الرأي والتعبير في تقديم محتوى نوعي، يستجيب للتطورات الاتصالية التي تشهدها المهنة.
موضحًا أن المنتدى يعكس دور الإعلام السعودي في صناعة الرأي العام الدولي، وبناء شبكة علاقات دولية بين المملكة ومؤسسة الإعلام العالمية. وجاء اختيار شعار المنتدى انسجامًا مع التطورات التي تشهدها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف مناقشة صناعة الإعلام كمنظومة تواجه تحديات هيكلية وتنظيمية في ظل المتغيرات الاقتصادية التي خلقتها الثورة التقنية المتسارعة.. ولكن من الجانب الآخر هناك فرص هائلة في هذه الصناعة، يجب استثمارها؛ إذ إن من الأهداف الرئيسة للمنتدى استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة لوسائل الإعلام، وآليات تحقيقها، وأهمية استثمار رأس المال البشري لمواكبة عصر صناعة الإعلام، إلى جانب استكشاف الاتجاهات والفرص التي تدعم الرؤى المستقبلية لتلك الصناعة، وإمكانية تحقيق عوائد منها.
وبيّن الأستاذ خالد المالك أن موضوع المنتدى بجلساته وورش عمله المتخصصة، وتوقيته، ومكان انعقاده في الرياض، بوصفها عاصمة إعلامية للعالم العربي، ودولة قيادية في الساحة السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، وحضور عدد من الخبراء والقادة البارزين والمؤثرين في مجال صناعة الإعلام في العالم، وممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية.. كل ذلك يعبِّر عن حجم التأثير الذي يمارسه الإعلام السعودي بمؤسساته المدنية في تحقيق رسالته نحو بناء شراكات عالمية في سبيل إنجاز مهمته نحو تعميق التفاهم والحوار البنّاء للخروج بتوصيات عملية، تنعكس على واقع صناعة المهنة وتطويرها، وضمان استدامتها، والاستثمار فيها إيمانًا بأهمية تعزيز جهود الإعلاميين السعوديين في بناء محتوى غير تقليدي، يتصف بالجدارة والابتكار.
الجائزة تحفيز للمنافسة
وأشار إلى أن جائزة الإعلام السعودي في دورتها الأولى هذا العام تعد دعمًا للمؤسسات الإعلامية في اكتشاف المبدعين، ورعايتهم، وتشجيعهم.. وستسهم في دفع وتطوير العمل الإعلامي في المملكة، والتحفيز على المنافسة والإبداع المهني، إلى جانب المساهمة في تنمية حرية الرأي والتعبير أمام الإعلاميين، والتشديد على مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية أثناء ممارساتهم المهنية، بما ينسجم مع المتغيرات المتسارعة على المستوى الإعلامي وتطبيقاته، ويواكب التطورات الاتصالية التي ظهر عليها الجمهور، وتحديدًا في شبكات التواصل الاجتماعي. كذلك إبراز مشاركة الإعلام السعودي في تطوير المجتمع، وتحقيق مستهدفاته من البرامج التنموية والثقافية والاقتصادية والاستثمارية.
الأهداف الأساسية
يسعى المنتدى إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسة، منها:
* التعرف على واقع الصناعة الإعلامية وتحدياتها التنظيمية والثقافية والمهنية والتقنية والعوامل المؤثرة فيها.
* كشف أساليب صناعة المحتوى وتشكيل الرأي العام في البيئة الجديدة للاتصال.
* إبراز أهمية صناعة الإعلام كقوة ناعمة، وتداعيات دوره في بناء السمعة للدول والمجتمعات.
* التعرف على آليات التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية في تحقيق عوائد ذات تنافسية.
* التشديد على تأهيل العنصر البشري واستثماره في عصر صناعة الإعلام.
* استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة لوسائل الإعلام، وآليات تحقيقها.
وقد عقدت هيئة الصحفيين السعوديين مؤخراً مؤتمرًا صحفيًّا للحديث عن هذا المنتدى الإعلامي الذي يعد أكبر منتدى إعلامي تنظمه الهيئة بحضور أعضاء الهيئة ووسائل الإعلام المحلية كافة.