فهد بن جليد
في معرض الإينمي السعودي الذي استضافه موسم الرياض هذا الشهر، ظهر مدى تعلّق السعوديين -بمُختلف أجيالهم- بالشخصيات الكرتونية اليابانية الشهيرة المُدبلجة التي عرفها جيل الثمانينات والتسعينات، أكثر من 70 شخصية كرتونية كلاسيكية وحديثة عادت بالذاكرة للوراء لتلك المُسلسلات المُدبلجة ذات المُغامرات الشهيرة والأحداث والشيِّقة، وعلى رأسها جزيرة الكنز، جريندايزر، عدنان ولينا، كابتن ماجد أو كابتن تسوباسا الذي سيعود إلى الشاشة قريباً، بعض مُمثلي هذه الشخصيات أعتقد أنَّهم أعادوا اكتشاف أنفسهم من جديد، ومُراجعة حساباتهم بعد الإقبال والتفاعل الكبير الذي وجدوه على أرض الرياض والذي فاق الطاقة الاستيعابية للمعرض، وهو ما يدل على ترحيب السعوديين وتفاعلهم مع الشخصيات الكرتونية اليابانية التي عاشوا في الصغر أحداثها ورسائلها الثقافية والخيالية أحياناً.
الشخصية الكرتونية لها تأثير كبير على تكوين شخصية الطفل، وهو ما يجعلنا نتطلع دوماً إلى ولادة شخصيات كرتونية سعودية ترتبط بثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتظهر ملامحنا الجسدية وأزياءنا، مع توقف مسلسل الأطفال الشهير بابا فرحان وعدم تحوله إلى مسلسل كرتوني، هناك مُحاولات خليجية في الإعلام الخليجي لولادة شخصيات كرتونية عربية، ولكنَّها لا تزال محدودة الانتشار والإثارة، ولنذكر هنا (النقيب خلفان) على شاشة أبوظبي، بل إنَّ أحداثاً رياضية واقتصادية عالمية كبرى ارتبطت بشخصيات كرتونية للترويج لها، ولعلَّ شخصية (مدهش) كانت بديلاً عربياً للترويج لصيف دبي.
سعودياً سررت بإطلاق شخصية كرتونية جديدة للأطفال مؤخراً، هي (كابتن فرناس) من طيران ناس، لتقدّم قصصاً ومغامرات جديدة من وحي البيئة والثقافة السعودية، ورغم أنَّ الخطة فيها ذكاء تسويقي واضح، بمُلامسة ومُغازلة أهم عناصر الأسرة (الطفل) البوصلة الخفية للقوة الشرائية في المجتمع، إلاَّ أنَّها نواة ثقافية ترفيهية لولادة شخصية كرتونية سعودية يُمكن أن تضعنا على الطريق لنتمكَّن يوماً من بلوغ هدف وحلم ثقافي سعودي وعربي، وهو عمل يستحق الثناء والشكر والإشادة لأنَّه يؤسس لثقافة محلية جديدة ويخلق تنافساً ربما شجَّع المؤثِّرين في القطاع الخاص لدخول هذا المجال والصناعة قريباً.
وعلى دروب الخير نلتقي.