أحمد بن عبدالرحمن الجبير
دخلت المملكة مرحلة التحول الاقتصادي منذ تسلم الملك سلمان -حفظه الله- مقاليد الحكم، وكان لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بصماته الكبيرة في هذا التحول الاقتصادي الجديد، وعلينا كسعوديين أن نقف احتراماً، وإجلالاً أمام هذا المفصل التاريخي المهم في حياتنا، والذي سوف يكون لمصلحة الوطن والمواطن، ولعل المؤتمرات، والقمم الاقتصادية شاهد على هذا التحول والتطور الهائل، والكبير في بلادنا.
فخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في مجلس الشورى الأربعاء الماضي كان بمثابة مسار جيد لحركة السياسة العامة، ورؤية سياسية قادمة، وخارطة طريق، ووثيقة مهمة لعمل مجلس الشورى، كمؤسسة تشريعية ورقابية، وإعلان عن حالة الاتصال بين القيادة ومواطنيها، وسياسة الباب المفتوح، واستقبال اقتراحات المواطنين، ومطالبهم وشكاويهم.
وعلى المستوى المحلي ركز الخطاب الهام لخادم الحرمين الشريفين على مكافحة الفساد، وتعزيز النزاهة، وتطوير التعليم والصحة، وإسكان المواطن، والخدمات، ودعم بنوك التنمية، والصناعة، ودعم برامج إقراض المواطنين، ومراجعة الأنظمة والقوانين، وتحسين الأداء، وتطوير التشريعات، ونظام القضاء، وكل ما له علاقة بأمن الوطن، وسلامة المواطن.
واحتوى الخطاب الملكي أيضاً على عدة رسائل تضمنت ما تحقق من إنجازات في جميع المجالات وفي ظل التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، والتي يقودها سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بكل اقتدار، وأيضا ركز الخطاب على تقوية اللحمة الوطنية بين القيادة، والمواطنين، ونشر مبادئ حرية التعبير.
أما على المستوى الدولي والإقليمي فقد أكد الخطاب الهام على ثوابت المملكة، ونهجها السياسي ونمط علاقاتها الدولية، ومكانة المملكة الثابتة بين دول العالم، والقائمة على مبادئ الشريعة الإسلامية وحسن الجوار، والتعايش السلمي مع الجميع، ومكافحة الإرهاب والتطرف، والوقوف مع جميع القضايا العربية والإسلامية، وخاصة القضية الفلسطينية.
وركز الخطاب الملكي على تولي المملكة لرئاسة مجموعة العشرين، ودورها الاقتصادي المهم بما يخدم مصالح الدول العربية، والإسلامية والصديقة، وتنفيذ برامجها الإصلاحية، ورفع التنافسية للوصول بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، ومناقشة العديد من الاتفاقيات المالية والإدارية والاقتصادية والسياسية، وقضايا حقوق الإنسان.
كما أن خطاب الملك في مجلس الشورى الذي يعتبر تجمعاً للخبراء، والنخب الوطنية السعودية الذين يخدمون بلادهم، وقيادتهم بكل إخلاص، ويمارسون صلاحياتهم بحدود وظيفتهم، هو تقدير ملكي لهم، ولهذه المؤسسة العريقة، ودورها في حفظ التوازن، والاستقرار للوطن والمواطن، فحالة التنوع والخبرة، والثراء الموجودة في المجلس مصدر فخر لنا.
لقد سعدنا بخطاب الملك سلمان -أعزه الله- ونأمل أن يترجم الخطاب الملكي إلى إنجازات تنموية، وإصلاحات اقتصادية، وإعادة هيكلة مجلس الشورى ضمن خطط مرحلية، كزيادة أعضاء مجلس الشورى، ونتطلع بأن يكون هناك نقلة نوعية في الحياة الشورية، وصولاً إلى مرحلة انتخاب خيرة أبناء، وبنات الوطن من أهل العلم، والمعرفة في مجلس الشورى.