«الجزيرة» - خالد الحارثي:
يرعى معالي وزير العمل والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس شؤون الأسرة المهندس أحمد بن سليمان الراجحي انطلاق منتدى الأسرة السعودية في دورته الثانية بعنوان «الأسرة والتقنية» يوم الاثنين المقبل في فندق الفيرمونت بالعاصمة الرياض وأوضحت الدكتورة هلا التويجري الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة السعودي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم أمس في مقر مجلس شؤون الأسرة بحضور مدير عام إدارة الإعلام والاتصال مشيعل القرني أن محاور المنتدى تهدف الى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأسرة السعودية وسبل تمكينها اجتماعياً واقتصادياً مشتملاً على معرض مصاحب مشيرة الى أن المنتدى يعد في نسخته الثانية فرصة للقطاعات الحكومية والأهلية للمشاركة في مناسبة عامة تشرف عليها جهة حكومية متخصصة، تستهدف الأسرة بكل فئاتها، ومنصة مناسبة للشركات المتخصصة في التقنية والاتصالات لعرض برامجها ومنتجاتها التي يمكن أن توظف لخدمة الأسرة ويسهم في رسم السياسات الوطنية التي تمكّن الأسرة وتدعمها، ولاسيما في ظل سيطرة التقنية والوسائل التكنولوجية على حياة الأسرة وما يترتب على ذلك من آثار إيجابية أو سلبية، حيث ساهمت في تسهيل الكثير من شؤون إدارة الأسرة منه سهولة التواصل وسرعة الوصول للمعلومات التي تخدم الأسرة سواء في نواحي التنشئة الاجتماعية أوالاقتصادية أو التربوية أو سهولة وسرعة الحصول على العديد من الخدمات، وأكدت أن هناك أثراً سلبيا كبيرا بدأ الكثير من أفراد الأسرة الشكوى منه وطرحه كمشكلة تعاني منها الأسرة السعودية وهي ضعف التواصل الأسري المباشر،واعتماد أفرادها بشكل كبير على التواصل التقني والتكنولوجي، مما ساهم في ضعف الروابط وافتقاد الأسرة للعلاقات الأسرية القوية التي كانت تجمع الأسرة سابقاً.ويتناول المنتدى عدة محاور من خلال أربع جلسات يتحدث فيها عدد من الخبراء في الشأن الاجتماعي والتقني تناقش دور التقنية في حياة الأسرة والفرص التي توفرها لتحسين العلاقات وتعزيز التواصل، وتمتين الأواصر وتبادل الخبرات والمعارف إضافة إلى التركيز على ما قد تسببه التقنية من عزلة اجتماعية والوصول بالعلاقات الأسرية إلى الحد الأدنى بسبب الاقتصار على التواصل عن طريق برامج التواصل الاجتماعي ووضع الحلول المناسبة لمعالجة هذه الجوانب السلبية، والنظر في إمكانية استثمار وسائل التقنية التي أصبحت جزءاً من حياتنا بشكل إيجابي ومتوازن لتعزيز الروابط الأسرة والدفع بها نحو الاستقرار والتماسك.
من جهة أخرى سيتم تسليط الضوء على دور الاستشارات الأسرية في مواجهة آثار التقنية على الأسرة حيث يتطرق المتحدثون للدور المهم والبناء للاستشارات الأسرية والمستشارين في مواجهة الاستخدام السلبي لوسائل التقنية والآثار المترتبة على الأسرة والمجتمع من جراء ذلك وكيفية تعزيز الاستخدام الإيجابي لتلك الوسائل، وفي ذات السياق يتطرق المنتدى لأثر التقنية على اقتصاد الأسرة من خلال توظيفها لتكون مصدر دخل إضافي كالتطبيقات الإلكترونية على سبيل المثال لا الحصر.
وفي محور آخر عنوانه دور التقنية في الطور العقلي والبدني للطفل «الفرص والتحديات» تسلط إحدى الجلسات الضوء على إيجابيات التقنية من خلال ما توفره للطفل من معارف متنوعة وبأساليب جاذبة تسهم في تطوير قدراته الذهنية وتوسيع مداركه وإكسابه عادات صحية وأساليب عيش تعود على صحته بالنفع، ومن جهة أخرى يتطرق المتحدثون في هذه الجلسة للتحديات التي قد تلحق بالطفل بعض الأضرار على تطوره العقلي من خلال المعلومات غير الموثقة أو التي تخل بالقيم العامة، إضافة إلى الضرر الذي يلحق به بدنياً من خلال الجلوس الطويل أمام الأجهزة وبعض التأثيرات النفسية مروراً بأضرار الألعاب الإلكترونية التي قد تسبب الإدمان والنزوع للعنف. من جانب آخر يسلط الخبراء الضوء على أثر الاستخدام الرشيد للألعاب الإلكترونية والقائم على اختيار الألعاب الآمنة التي تنمي مهارات التفكير وتزيد الحصيلة المعرفية عند الطفل مستعرضين في ختام هذا المحور دراسة قام بها مجلس شؤون الأسرة ممثلا في لجنة الطفولة بالتعاون مع منظمة اليونسيف حول مخاطر الألعاب الإلكترونية ومدى تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية على الأطفال في المملكة العربية السعودية.
وفي المحور الثالث يتطرق المنتدى لموضوع التقنية وكبار السن من خلال تقديم حلول تقنية لرفع جودة حياتهم والدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه التقنية في تقريب الفجوة بين الأجيال، وخلق مسارات للتواصل والتفاعل واطلاع كل جيل على ما لدى الآخر من إبداعات وقيم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وآليات تمكين كبار السن من الاستفادة من وسائل التقنية وأبرز البرامج والمبادرات التعليمية والتأهيلية في مجال تعزيز استخدام التقنية لخدمة هذه الفئة.
وفي المحور الرابع يناقش المنتدى موضوع التقنية والمرأة تحت عنوان « المرأة والتقنية فرص للابتكار والتمكين « حيث يتناول المحور موضوع التقنية والتمكين الاقتصادي للمرأة من خلال استعراض بعض التجارب الناجحة في هذا المجال إضافة إلى استثمار التقنية في النهوض بالدور التربوي للمرأة وتطوير مهارتها في المجال التقني وتوظيف التقنية في جوانب التربية والأمومة.