هالة الناصر
هذه الأيام يدخل علينا موسم الشتاء، وحسب الكثير من المهتمين بأحوال الطقس والمناخ فهناك توقعات بنزول أمطار بكميات كبيرة وربما يكون بعضها مصحوباً بعواصف شديدة، شاهدنا بعضها في الأيام الماضية وشاهدنا بعض المناظر التي لم نكن نتمنى مشاهدتها من ضعف الاستعداد لمثل هذه الظروف، وكأن موسم الشتاء قد دخل علينا فجأة قبل دقيقة ولم نكن نعلم بأنه قادم، الذي يحيرك ويجعلك لا تفهم ما يحدث بأن الأخطاء تتكرر منذ أكثر من ربع قرن وهي نفس الأخطاء التي لا يكلّف حلها سوى العمل بجدية ومحاسبة المقصِّرين، شاهدنا ماذا فعلت الأمطار بحفر الباطن وكيف عجز الدفاع المدني وعجزت جميع الجهات المختصة من مواجهة هدير سيل الأمطار وهي تجرف الأخضر واليابس لدرجة حدوث وفيات، مع أننا منذ تأسيس هذا الوطن المعطاء ونحن ندرس في مدارس بأن وادي الباطن من أكبر أودية الجزيرة العربية وبأن هذا الوادي يخترق المدينة السكنية من منتصفها، وفي حالة استمرار الأمطار لفترة أطول وجريان السيول في هذا الوادي فأنه سيقضي على أرواح عشرات الألوف من سكان مدينة حفر الباطن لا سمح الله، وعند حدوث الكارثة سيضطر المسؤولين عن هذا الأمر ببداية العمل لتلافي عدم تكرار ذلك بعد خراب مالطا، الذي حدث في مدينة حفر الباطن حدث في مدينة جدة منذ سنوات ويحدث في عدة مدن، وللأسف ما زالت الأخطاء تتكرر مع بداية موسم كل شتاء وليس هناك مدينة إلا من رحم ربي وبها عدد من البيوت تم بناؤها في مجرى سيل أو منطقة تجمع مياه ويتم الانتباه لها عند وقوع الكارثة، تمنيت أن يتم تشكيل لجنة وطنية تضع حلولاً جذرية لعدم تكرار وقوع ضحايا مع كل نزول مطر، كما أن على الدفاع المدني ومصلحة الأرصاد القيام بدور أكثر فاعلية من مواجهة مخاطر الأمطار قبل وقوعها ولا يقتصر الدور فقط على محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه عند وقوع الكارثة، نحن نريد دفاعاً مدنياً استباقياً، تتجاوز أدواره إعلانات أخذ الحيطة والحذر!