د.عبدالعزيز الجار الله
كيف تحولت الدرعية من عاصمة للدولة السعودية الأولى عام 1744م والتي تهدمت وهجرت عام 1818م أن تتحول من مدينة عروق الطين والواجهات الجصية إلى مدينة حضارية تعيد الابتسام والترفية لشعب المملكة وزوار الرياض والمقيمين بها، تقدم الثقافة والسياحة والدراسات الأكاديمية والعلوم الحديثة، إذن هي حال التحولات الكبيرة، وشأن الحكومات والشخصيات القادرة على التغيير، بدلاً أن تكون أطلالاً للقصور القديمة المهدمة، وبيوت طينية وشوارع ترابية تنتمي لأزمنة قديمة إما بسبب الإهمال الإداري، أو تنازع المسؤوليات بين القطاعات، أو غياب الرؤية الشاملة للدرعية، فإما تكون حبيسة التاريخ أو تحولها إلى مركز ثقافي وترفيهي وسياحي كبير، ورئة ثقافية تتنفس من خلالها الرياض.
مشروعات عملاقة على مساحة (7) كيلو متر:
4 كم مناطق للمشاة، جامعة بتخصصات جديدة و(5) أكاديميات بتخصصات مختلفة، و6 ميادين مفتوحة، 100 مطعم ومقهى عالمي، 20 فندق و3100 غرفة فندقية، 8 متاحف، 4 مراكز رياضية، 300 غرفة منتجع يطل على وادي حنيفة. مثل هذه المشروعات الضخمة لا تصنعها إلا الدول الكبيرة في اقتصادها وطموحها ووعيها الثقافي، التي لا تنظر إلى الربحية المباشرة فقط وإنما إلى تحويل ليس الرياض، بل معظم مقار المناطق إلى مدن صديقة لسكانها منسجمة مع زائريها وضيوفها.
الرياض جغرافياً ليست على سواحل بحار أو على ضفاف أنهار أو بقرب مساقط المياه والبحيرات، لكنها على ظهرة ونهايات سفوح جبال طويق التي تمتد بطول (1200) كيلومتر من وادي الدواسر جنوباً، وحتى الزلفي شمالاً، أي من رمال الربع حتى رمال الثويرات. هذا التنوع البيئي والتباين بين سفوح الجبال والحافات الشاهقة، والأودية الأخدودية العميقة، والمنخفضات الزراعية، وكثبان الرمال، والهضاب والتلال المتطامنة، تساهم في خلق الأفاق الطبوغرافية المتعاقبة، والمعمارية المتداخلة في نسيج متناغم مع بنية التكوين الرسوبي، وبيئة الترفية لمدينة الرياض ولعاشقي أجواء الأقاليم الجافة وأطراف المدن الصحراوية.