خالد بن حمد المالك
في إحدى الزيارات الرسمية لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، كان المتحدث فيها للفريق الإعلامي المرافق وزير التجارة والاستثمار، وزير الشؤون البلدية والقروية المكلَّف الدكتور ماجد القصبي، وكان - كعادته - يتحدث بإلمام وتوسع، وعن معرفة ومتابعة واهتمام عن كل شيء، بما جعل من اللقاء به مريحاً ومطلوباً، وينتهي بكم كبير من المعلومات المهمة التي لم يصرح بها غيره من قبل.
* *
في هذه الزيارة، تحدث عن التجارة، وقال إن الوزارة في برامجها وخططها ورؤيتها تعمل على ترسيخ مبدأ (وطن بلا مخالف) وهو شعار يُحفظ لوزارة الداخلية وحملتها لحماية الإنسان من أي تجاوزات وأخطاء تترك أثراً سلبياً على ما له صلة بالمستفيدين من خدمات الوزارة، سواء من حيث النوعية، أو السعر، أو المواصفات التي تحرص الوزارة على أن تكون بجودة عالية، مع توفير خيارات كثيرة أمام المستهلك لينتقي منها ما يلبي رغبته، ويحقق غرضه.
* *
من بين أهم المعلومات التي لا زلت أحتفظ بها في ذاكرتي من حديث معالي الوزير القصبي، ما صرح به من أن 39 % من رواد الأعمال هن سيدات، وهو رقم كبير لم يكن يخطر في ذهن أي منا، لولا أن هذه المعلومة جاءت ممن يقف على رأس هرم العمل التجاري في البلاد؛ وأعني به وزير التجارة والاستثمار، ويضيف د. القصبي: أن المرأة سوف تدخل ميدان الطيران كما دخلت من قبل ميدان الأمن، وكما دخلت كثيراً في الأعمال التي كانت محظورة عليها، حين كان يقتصر العمل فيها على الرجال.
* *
الأهم الذي قاله لنا الوزير القصبي، وكان مفاجأة مدوِّية وسارة، ولم يكن أحد منا يتوقعها أن 60 % من حملة الماجستير هن من البنات، وأن 52 % من الجامعيين هن أيضاً من البنات، وأن المؤشرات تشير إلى أن هذه النسب في تصاعد لصالح المرأة، بينما هناك من يريد أن يهمّش دورها، ويحصر عملها في التدريس بالمدارس.
* *
الدكتور القصبي قال كلاماً كثيراً، وفيه ما يجعل من بلادنا في مرحلة سباق ليس بين المرأة والرجل فقط على الوظيفة والعمل والدراسة والانخراط في سوق العمل، فقد تحدث أيضاً عن التفاعل مع رؤية المملكة 2030 ومخرجاتها، وسرعة التعاطي معها، والنتائج التي تحققت في فترة زمنية أسرع مما كان متوقعاً أو منتظراً، مشيراً إلى أن أعداد المنشآت المملوكة للإناث بلغت 169830 منشأة في الربع الثالث للعام الحالي 2019م، بزيادة تجاوزت 37 % مقارنة مع المنشآت المملوكة للإناث في الربع الثالث من عام 2018م.
* *
هذا الكلام الجميل يقودنا فعلاً إلى مشهد الحراك ميدانياً الذي يجري الآن في البلاد، وإلى النظر إلى المملكة بمدنها وقراها وقد أصبحت ورشة عمل، وميدان نشاط لا يتوقف لاستنهاض همم الرجال والنساء، اقتصادياً وتجارياً ومالياً، وفي مجال الثقافة والترفيه والسياحة، وإشراك كل أطياف المجتمع بالاستمتاع والتفاعل والعمل، بما جعل من المملكة وجهة محببة لغير السعوديين، حيث بدأت في تحسين جودة الحياة فيها من حيث انتهى الآخرون، وسبقتهم، بل وتفوَّقت عليهم.
* *
نحتاج أمام كل هذا إلى الإحصاءات، إلى الأرقام، إلى البيانات التوضيحية، إلى تجديد وتحديث المعلومات، عن كل إنجاز، وعن كل تطور، حتى نكون نحن والعالم معاً أمام حقائق لا يصح أن ندفنها أو نغيِّبها، أو نضع الجميع أمام جهل بها، وما قاله الدكتور القصبي قليل من كثير، ولديه ولدى غيره من المسؤولين ما يستحق أن يُقال ويُذكر وينبه الناس إليه، في مرحلة مهمة تركض فيها المملكة ركضاً لبلوغ أهدافها، وتعويض ما خلا وانقضى من السنين دون تحقيقها.