متابعة - وكالات:
أعلنت صحيفة الجارديان البريطانية عن أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في إيران مضافاً إليها الشعور باليأس داخل البلاد هي الوقود الحقيقي للثورة في وجه نظام ولاية الفقيه، الذي يتمتع بقبة أمنية متشددة في القمع.
وأشارت الصحيفة أن الموجة الثالثة من الاحتجاجات في إيران المندلعة منذ 3 أعوام، حملت عدة تساؤلات حول أسباب اندلاعها على الرغم من القبضة الأمنية المشددة والقمع الذي جوبهت به الموجة الثانية من المظاهرات. وأضافت أن ثمة أسبابا واضحة للعيان تجعل من الانتفاضة الإيرانية المستمرة أمراً متوقعاً في أيّ وقت، وهي الأزمة الاقتصادية والشعور باليأس، مبينة أن الاحتجاج والاضطهاد الوحشي هو أمر مألوف للغاية في طهران، وأن انقطاع الإنترنت الذي شهدته البلاد كان يستهدف الحرص على عدم معرفة الآخرين الكثير حول الأحداث التي وقعت الشهر الجاري هناك.
ولفتت الجارديان أن شرطة الملالي تطلق النار على جموع المحتجين، وفي بعض الحالات تطلق النار عليهم أثناء هروبهم، حتى إن النظام نفسه يتفاخر بذلك، مستشهد بما أوردته منظمة العفو الدولية حول سقوط 143 قتيلا على الأقل منذ اندلاع الاحتجاجات، مشيرة إلى أن عدد القتلى الإجمالي على الأرجح أعلى بكثير.
وكانت تلك الاحتجاجات واسعة النطاق؛ حيث امتدت لـ70 % من المحافظات، وتبدو أنها تحمل طابع الاحتجاجات التي اندلعت عامي 2017 و2018؛ من حيث كونها بلا قائد ومدفوعة بأسباب اقتصادية وتجتذب الفقراء.
وأوضحت أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتضييقها الخناق على الاقتصاد الإيراني؛ أدى إلى تلاشى الأمل الذي انتشر بعد توقيع الاتفاق، ومن غير المرجح أن يشهد الإيرانيون تحسينات في ظروفهم الاقتصادية الوخيمة ما لم يتغير هذا السياق الدولي.
وبينت أن اتهام الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما بتأجيج القلاقل في البلاد، كما فعل النظام الإيراني، لن يقنع الناس بأنه يجرى التعامل مع استيائهم، خاصة أن القمع الوحشي يؤجج مظالمهم.